سما الحمصية- مركز حمص الإعلامي
قصف ودمار أصوات طيران ودبابات صفير صواريخ هذا هو الحال في سوريا، لك أن تتخيل ما يأثر هذا الجو على نفسية الكبار فكيف هو الحال بالنسبة للصغار، لذلك نتطرق هنا للحديث عن الخوف وكيفية التعامل بالنسبة للأطفال
ردود فعل الأطفال لظروف الضّغط والأزمات:
يعبّر الأطفال عن صعوباتهم بطرق مباشرة عن طريق الشّكوى من الخوف، التوتّر، وطرح التّساؤلات بشكل مفرط. وبطرق غير مباشرة عن طريق سلوكيّات مختلفة وغير ملائمة للطّفل والّتي تشير إلى وجود مشكلة يمرّ بها الطّفل.
مثل:-
- حركة العضلات : قد يفقد الطّفل بعض التّوازن في حركة العضلات
- سلوكيّات جنسيّة : قد تزداد ملامسة الأعضاء الجنسيّة لدى الأطفال لوجودهم في وضع ضغط لأنّهم يجدون من خلالها تهدئة آنية لا تتطلّب تنظيم وتركيز الأفكار أو السّلوك.
- السّيطرة على التبوّل والبراز: حيث أنّ الأطفال في ظروف الضّغط قد يحصل لديهم إمّا إمساك أو حصار بول من جهة. وإمّا إسهال.
- التراجع : عودة إلى سلوكيّات طفوليّة حيث يسلك الطّفل سلوكيّات طفوليّة غير ملائمة للمرحلة العمريّة أو التطوريّة الموجود بها الطّفل. مثل: مصّ الأصبع، التبوّل اللإّراديّ، الحَبي، استعمال لغة الأطفال.
- الأكل : التوقّف أو التّقليل من الأكل وفقدان الشّهيّة من جهة أو الإفراط في الأكل من جهة أخرى وعلى الغالب الحاجة المتزايدة للأغذية الحلوة (السكريّة).
- مشاكل في النّوم : وتنعكس في خلل بالنّوم مثل: صعوبة في الخلود للنوم، أو تغيير في عادات ومكان النّوم، استيقاظ متكرّر إثر كوابيس ومخاوف. أو الإفراط بالنّوم مثل: صعوبة في الإستيقاظ صباحًا، الشّعور بالتّعب والنّوم في ساعات النّهار ليس كالمعتاد.
- آلام جسديّة : غالبيّة الآلام الّتي يعبّر عنها الأطفال هي آلام بالبطن أو الرّأس. وأحيانًا في الأطراف وممكن أن تكون نابعة من تشنّج العضلات النّابع من الضّغط.
- إلتصاق بأغراض معينة: كالتعلّق بأغراض تعطي الطّفل الشّعور بالأمان مثل لعبة، وهناك أطفال يتعلّقون بثياب معيّنة، أحذية أو قبّعة لها مفهوم الأمان أو الدّفاع عنهم حيث يرفض الأطفال خلعها.
انعدام المشاعر
وفي هذا الصدد، اعتبرت المرشدة النفسية باسمة عرابي أن القيام بالأعمال الروتينية يشعر الأطفال بالراحة والأمان رغم ما يحصل حولهم من حوادث استثنائية تشعرهم بالخوف. كما أنه ينبغي على الأهل تشجيع أطفالهم على التحدث عما يجول في خاطرهم وما يفكرون به حتى لا يتحول مع الوقت إلى كبت يؤدي إلى أمراض نفسية. ويجب منع الأطفال من مشاهدة الأحداث العنيفة على التلفاز ومراقبتهم في تحركاتهم وتصرفاتهم ومحاولة طمأنتهم قدر الإمكان خاصة أثناء القصف والمداهمات التي تخلق توتراً عالياً عندهم.
وتضيف عرابي أن العبء الثقيل نتيجة الأحداث التي تتعرض لها سوريا ويعيشها الأطفال يخلق في بعض الأحيان صدمات نفسية تؤدي إلى أمراض متنوعة، كالتأقلم على رؤية مناظر الجثث والجرحى مما يؤدي إلى التعود وعدم الانزعاج منها وهو من أخطر ما يتعرض له الأطفال نتيجة الآثار النفسية المستقبلة في هذه الحالة، والتي قد تخلق منه مجرماً أو شخص عديم المشاعر، مما يعني أنهم وعن طريق العنف سيصلون إلى ما يريدونه لتحقيق أهدافهم، ليعزز ذلك من نزعاتهم العدوانية.
التّعامل مع الخوف :
للاباء والمربيين دور مهمّ في مساعدة الطّفل على التّعامل مع الخوف والمشاعر والسّلوكيّات المرافقة له: -
- تقبّل خوف الطّفل والأزمة الّتي يشعر بها.
- عانقة وقبله وقربه منك .
- تهدئة الطّفل وإعطائه الشّعور بالأمان.
- إفساح المجال للطّفل للتّعبير عن مشاعره واحترامها.
- حثّ الطّفل على معرفة مصدر الخوف.
- استعمال اللّعب التمثيليّ وتبادل الأدوار بهدف – ترويض المواقف المخيفة.