محمد أبو مصعب : مركز حمص
فجعت الإنسانية بأخبار
نقلتها وسائل الإعلام الميدانية ظهيرة يوم الأحد 16 أب الشهر الجاري بإحدى أبشع
المجازر في تاريخ الثورة السورية, مجزرة قام بها طيران نظام الأسد على سوق شعبية
مكتظة لمدينة دوما بريف دمشق, حيث قتلت ستة صواريخ فراغية 120 شهيدا من أهالي
المدينة الأبرياء, وتزامنت فداحة المشهد مع مجازر أخرى مروعة في إدلب وريف حمص,
ولا عجب بذلك ففي الصمت الدولي تشجيعا لمزيد من القتل والتطهير الطائفي كما في
دوما والزبداني والعديد من مدن سوريا المكلومة, و معظم الشهداء هم الناس البسطاء,
من باعة الخضار و الأمهات اللواتي يخرجن
لتأمين سبل العيش اليومي أو من الأطفال الباعة المتجولون على بسطات البقدونس
وعربات البطيخ والفاكهة التي اختلطت بالدم الذي امتزج مع لقمة الإنسان السوري
أينما كان, و بهذا الكم الهائل من الغدر للإنسانية تتلعثم الكلمات ويتبعثر الفكر
فهول الفاجعة جاوز كل حد, ولكن من قلوب أهل حمص وبأسى يعتصر النفوس كل العزاء
لجرحك دوما الأبية, نسأل الله الرحمة لشهدائك الأبرار والسلوان لذويهم, و إن غابت
العدالة البشرية يوما فرب السماء موجود جل في علاه إليه المشتكى وهو حسبنا ولن
يضيعنا سبحانه ما أعظمه.