حملات طرد النازحين بدمشق: إعادة إعمار أم إرضاء شبيحة الأسد؟
تحزم عائلة " نديم " ما تبقى من أمتعتها،التي استطاعت إخراجها من
منزلها المدُمر في غوطة دمشق، بعد قصفه من قبل قوات النظام استعدادا لرحيل
جديد فرضه الأسد عليهم، بعد أن استقر بهم الأمر في منزل بالأجرة في أشرفية
صحنايا بريف دمشق.
حيث يسعى نظام الأسد لفرض قيود جديدة على النازحين داخل سوريا من خلال قيام
شبيحته بإجبار المواطنين على إفراغ المنازل التي تم تأجيرها بغير عقود
موثقة، متذرعا بالرغبة في تنظيم الإيجارات بعقود حقيقية من أجل ما يدعيه
حول حماية ما يسميه مناطقة آمنة من " الإرهابيين ".
دعوة تهدد آلف العائلات التي تعيش هذه الأيام في الضواحي المحيطة بدمشق،
والتي تعد الحاضنة الأبرز للنازحين الداخليين، بسبب رخص أجرة المنازل فيها،
مقارنة مع المنازل داخل العاصمة، والتي اضطر الناس لعدم إمضاء عقود فيها
لأسباب كثيرة ،أبرزها الملاحقات الأمنية، و جشع بعض السماسرة الذين يطلبون
أجرة شهر كامل أو نصف شهر على أقل تقدير ، لقاء المساعدة في تسوية العقد و
معاملة الإيجار، التي أصبحت صعبة في ظل التدقيق على أسماء المستأجرين و
الوجهة التي أتوا منها.
سكن لشبيحة الدفاع الوطني
ليست مسألة تسوية العقود كما يقول (وائل / مواطن من صحنايا)،إلا كذبة
جديدة من جانب النظام الذي يسعى لإفراغ المنازل، من أجل اجبار أصحابها على
تأجيرها أو منحها غصبا لشبيحة الدفاع الوطني وعائلاتهم، التي استُقدمت من
مناطق أخرى خصوصا القرى الساحلية وقرى سهل الغاب، حيث تشكل هذه العائلات
عبئا كبيرا على حكومة النظام، من ناحية تأمين أماكن إقامتها، خصوصا مع
التململ الكبير من جانب عناصر الدفاع الوطني، بسبب ابتعادهم عن عائلاتهم
لفترات طويلة، ما يجعل مسألة تقريبهم لمكان خدمة ذويهم أمرا غاية في
الأهمية لدى النظام، من أجل ضمان ولائهم الذي يقلق النظام مع طول أيام
المعارك والاستنفار الدائم.
تحسين مظهر وإعادة إعمار !!
في الوقت الذي تتعرض فيه أحياء جنوب العاصمة دمشق ،لعمليات عسكرية مستمرة
منذ أكثر من عام ونصف العام ،يدعي نظام الأسد نيته تحسين مدخل العاصمة
الجنوبي وإعادة إعماره ،وتحديدا عند مناطق "نهر عيشة - الدحاديل - بساتين
نادر" ،حيث وزعت البلدية التابعة للنظام ،أوامر إخلاء لسكان تلك المناطق
،بمهلة ثلاثة أشهر ،ستبدأ بعدها عمليات الهدم ،دون مراعاة لمصير تلك
العائلات التي ستشرد في الشوارع ، والتي يقدر عدد أفرادها بنحو 750 ألف
نسمة كما تؤكد الإحصائيات.
تعويضات زهيدة
" إن لم تستح فاصنع ما شئت " ،مثل يروق لنظام الأسد تطبيقه مع المواطنين
السوريين ،حيث ينوي إعطاء العائلات المتضررة من عملية الإخلاء القادمة ،
تعويضات تتراوح بين 250 و 500 ألف ليرة سورية ،كبديل عن مساكنهم التي ستهدم
كما يقول (أبو حسان / أحد سكان حي نهر عيشة)، وهو مبلغ لا يكفي لشراء غرفة
في أي من مناطق سوريا ،خصوصا مع ارتفاع أسعار كل شيء في ظل الحرب المشتعلة
منذ ثلاث سنوات ،والتي سببت انخفاضا كبيرا في قيمة الليرة السورية ،الأمر
الذي عاد على سوق العقارات بارتفاع مخيف، ما يعدم قدرة الناس على شراء منزل
جديد في مناطق العاصمة ،التي ما تزال بعيدة عن الدمار اليومي ، والتي تعد
حاليا من أغلى مناطق العالم ،من ناحية التجارة العقارية ،الأمر الذي يرجح
زيادة في عدد السوريين النازحين ،نتيجة سياسات نظام الأسد ،وهو الذي تخطى
خلال ثلاثة أعوام عتبة (4 ملايين ونصف المليون) مواطن نازح داخل سوريا،
بحسب آخر تقارير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة
عبارة عن مجموعة من الشباب الناشطين والإعلاميين المتواجدين على أراضي محافظة حمص. هدفنا؛ العمل لصالح بلدنا سورية عامة وحمص الحبيبة خاصةً. سيكون عملنا إحترافي وحيادي.