أمجد التيناوي: كلنا
شركاء
قام تنظيم “الدولة
الإسلامية”، أمس/ الخميس، العشرين من شهر آب-أغسطس، بهدم وتدمير كنيسة “دير مار إليان” في منطقة “القريتين” في ريف حمص، والمعروفة
باسم “الدير الشرقي”، والتي يعود تاريخها للقرن الخامس الميلادي.
تنظيم “"التنيظم” بث عبر مكاتبه الإعلامية مجموعة من الصور للكنيسة
وعملية هدمها بحجة أنها “تعبد من دون الله”، لتضاف الكنيسة إلى مجموعة الكنائس
التي عمل تنظيم “الدولة” على تدميرها في المناطق التي يسيطر عليها في عموم البلاد.
كنيسة “مار إليان”، هي كنيسة أثرية قديمة تقع في ريف حمص “القريتين”،
وتشرف على إدارتها بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وتحوي الكنيسة رفات
القديس “إليان الحمصي”، القديس المسيحي الذي قتل خلال الاضطهادات الرومانية في
القرن الثالث.
تقع الكنيسة في شارع
طرفة بن العبد بالقرب من بوابة تدمر داخل حمص القديمة، ويقام عيد القديس إليان
سنويًا في 6 فبراير وهو ما يجذب عددًا كبيرًا من الزوار والسواح، وتعتبر كنسية دير
مار إليان أحد رموز مدينة القريتين ويعود تاريخها للقرن الخامس ميلادي.
في نهاية عام 1969
عندما تسلم المطران “الكسي عبد الكريم” أمور أبرشية حمص تقرر بالتعاون مع عمدة دير
القديس اليان ترميم الكنيسة المذكورة التي كانت في الآونة الأخيرة مغلقة في معظم
أيام السنة فأخذ العمال يقومون بقشر الطبقة القديمة من الكلس التي تكسو جدرانها
والتي كانت قد بدأت بالتفتت وذلك لطلائها بطبقة جديدة من الإسمنت.
وفي أيار 1970 عندما
وصلوا بالعمل إلى القبة التي تحيط به ظهرت تحت القشرة الخارجية رسوم جدرانية قديمة
(على طريقة الفريسك) وتكشف هذه الرسوم صور للسيد المسيح وصور لمريم العذراء وبعض
الأنبياء والقديسين كما تحمل كتابات باللغة اليونانية واللغة العربية وفي 25 أيار
1970 تم إبلاغ المديرية العامة للآثار والمتاحف عن هذا الاكتشاف فأوفدت خبراءها
لترميم هذه الرسوم وأخذت التدابير اللازمة لحفظها من الرطوبة وتأثير النور.
ومن ثم قرر المطران
الكسي تزيين الكنيسة بكاملها برسوم جدرانية “فريسك” فكلف بهذه المهمة الرسامين
الأخوين جبرائيل وميخائيل موروشان من كنيسة رومانيا وقد دامت هذه الأعمال من 12
نيسان لغاية 28 تشرين الأول 1973 وبذلك تم تزيين كل جدران الكنيسة وأقبيتها وسقفها
وتشكل مساحة قدرها 800 مترا ً مربعا ً برسوم مختلفة من حياة السيد المسيح وصورا ً
لعدد من القديسين ومشاهد من حياة القديس اليان.