مقالات جديدة

Previous
Next

صواريخ الأسد لن تحرم " أطفال الوعر " من ماراثون الحرية


عيد بدأناه بصواريخ حقدهم وسنكمله بضحكة أطفالنا

عيد سعيد .... عبارة نسمعها كثيرا في كل عيد، يتأهب الجميع صغارا وكبارا لاستقبال العيد بفرحة عارمة، تجد الأطفال يجهزون الملابس الجديدة والألعاب والحلويات، والنساء تجدهن مشغولات بتحضير حلو العيد والمعمول، لتحقيق عبارة عيد سعيد إلا في سوريا ... يعود العيد حزينا مكسورا ليلامس قلوب الثكلى فبين أم فقدت ابنها وزوجة رحل عنها زوجها بعد أن اصابته رصاصة أو قذيفة غادرة ....
للعيد في حمص معناً آخر يختلف عن أي عيد في الدنيا... رغم الألم وقسوة الظروف تلمح في عيون الأطفال والأهالي بصيص أمل وسعادة خفية تتحدى الواقع المرير ......
أما عن حي الوعر فبدأ صباح أول يوم في العيد بتكبيرات وتهليلات راحت تملأ أرجائه مع انتهاء لليلة هادئة بعض الشيء على أملي أن يمر هذا العيد ببعض من الهدوء لنشعر بشيء من السعادة قد فقدناه منذ أربعة أعوام نارية قادرة على تدمير جيل كامل .
ومع هذه التكبيرات بدأت الناس تتحرك للمساجد لأداء صلاة العيد ومعايدة الأهل والأصحاب وزيارة من واراهم التراب فما أن انقضت الصلاة وانتشرت الناس جاء هدير كهدير الطيران من بعيد يقترب من المكان بسرعة البرق وبدأت العيون تتفتح والحركة تنعدم والأطفال تشد على أيدي أباها ليقول له لا تخاف ان الله معنا وثواني تنقضي ليسمع صوت الانفجار الذي وصل لكامل أحياء حمص وقراها والذي جاء على بعد بضعة أميال فقط من مدفن الحي الذي هو أساسا حديقة كبيرة نعم انه صاروخ من العيار الثقيل يستطيع أن يفتك بكل من كان في المدفن أحياء كانوا أم أموات ولكن قدر الله كان أقوى
انقضت هذه اللحظات وبدأت شمس الاطمئنان بالبذوخ وخرج أطفال الحي للعب بأبسط ما تيسر لهم  هنا وهناك من أرجوحة صغيرة وغيرها من الألعاب البسيطة فرحتهم ليست عارمة ولكن محبتهم للحياة كانت أقوى من كل بطش للطغاة
أما عن ثاني أيام العيد فقد قام مركز حمص الإعلامي بتغطية كاملة لسباق مارتون داخل الحي وبإشراف المجلس المحلي لمحافظة حمص وتنفيذ من قبل التجمع المدني في الحي لأطفال وشباب حزنهم أكبر من عمرهم تم جمعهم على طريق البداية والانطلاق بهم ضمن الخطة المرسومة وعند النهاية تم توزيع الجوائز والحلويات والألعاب لهم من أجل تعويضهم من بعض الأشياء التي قد فقدوها  أيام الحرب التي لم تنتهي ولو تتوقف ولو لساعات عن هذا الحي ولكن ضحكة الأطفال أقوى من كل شيء فالحب موجود والمشاعر موجودة والحنان موجود وترى عيونهم تنادي فقط أوقفوا قتلنا ودعونا نعيش بسلام
نعم آلة الحرب مهما كانت تعبث بها أيادي الباطل لن تستطيع انتزاع هؤلاء الأطفال فرحتهم ولو كانت شديدة بشدة هذه الصواريخ فهم أصبحوا يعرفون تماما ً حالهم الصعبة ومن قد أوصلهم إليها ممن أحب كرسيه فسيل الدماء ومن دول قد غدرت فباعت دماء الشهداء وشردت الأطفال بدافع الإنسانية وهم أول من باعها ووقف متفرجا على أطفال سوريا

بقلم : أسامة أبو زيد

مدير مركز حمص الإعلامي

author
مركز حمص الإعلامي - Homs Media Center
عبارة عن مجموعة من الشباب الناشطين والإعلاميين المتواجدين على أراضي محافظة حمص. هدفنا؛ العمل لصالح بلدنا سورية عامة وحمص الحبيبة خاصةً. سيكون عملنا إحترافي وحيادي.