تلقى علي بلهفة اتصالا من عروسه اخبرته فيه بأنها تنتظره في صالون التجميل فارتدى لباس العريس المنتظر (قميص أبيض، وجاكيت أسود، وربطة عنق حمراء)، وتوجه سعيداً لرؤية عروسه.
بعد دقائق أوقف على أحد حواجز حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في مدينة القامشلي، ونقل على الفور مع عشرات الشباب إلى مدرسة "بديع الزمان الهمذاني" بحي العنترية.
وبينما كانت عائلة العريس المخطوف تجهز صالة الأفراح بانتظاره مع عروسه، كانت العروس تذرف دموعاً ساخنة.
يقول أحد أقارب العريس المخطوف: "أن الحادثة أشعلت الغضب في نفوس الجميع، وخاصة عائلة العريس، مبيناً أن جهود التوسط للإفراج عنه بائت بالفشل ما دفع العائلة لتأجيل الحفل".
والشاب الكردي "علي" هو ليس أول شاب يعتقل على يد ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي، فقبل عام تقريباً وفي اليوم الرابع من عيد الأضحى قبل الماضي اعتقل أحد حواجز الحزب في رأس العين الشاب العربي " رضوان سليمان مطر" خلال عودته من صالون الحلاق قبل حفل زفافه بساعة واحدة.
وفي حين أن ما حصل لعلي شمل آلاف الشباب بغرض تجنيد إجباري لصالح الحزب، بعد نقص في مسلحي الحزب جراء المعارك المستمرة منذ عام ضد تنظيم "الدولة"، إلا أنه قد لا يصل إلى مستوى المأساة التي وقعت كالصاعقة على رأس عائلة "رضوان" وعروسه التي بقيت حتى الساعة 12 ليلا ترتدي ثوب الزفاف الأبيض، ودموعها تجري بصمت على خديها، ولم تفلح تطمينات بعض المتنفذين بأنهم سيفعلون ما بوسعهم لعودته خلال ساعات.
يقول شقيق "رضوان": "نحن عائلة فقيرة، وكنت انا وأخي نعمل في مدينة بيروت في لبنان لنساعد عائلتنا، وكنت وعدته أني سأزوجه بعد عودتنا إلى قريتنا خلال إجازة عيد الأضحى، وبالفعل صرفنا كل ما جمعناه على هذا الحفل الذي لم نكن نعلم انه سيكون آخر يوم نراه فيه ".
ويضيف: قيل لنا أنه نقل لمدينة القامشلي بتهمة الدخول في منطقة عسكرية، ولم تفلح مراجعاتنا إلى مراكز الحزب في رأس العين، والمالكية، والقامشلي في معرفة أي شيء عنه، او حتى التأكد من انه على قيد الحياة".
ونصح الكثيرون شقيق "رضوان" بان يلجأ إلى محمد الفارس شيخ قبيلة طي، وزعيم مليشيا الدفاع الوطني في المنطقة، وقالوا له:" أن القامشلي تخضع لسيطرة مشتركة بين مليشيات محمد الفارس، ومليشيات الآبوجية"، لكن دون جدوى.
ويعتمد الحزب على شبكة من المرشدين العرب في المناطق العربية لمراقبة النشطاء، والمشتبه بهم واعتقالهم، أو تصفيتهم، لإفراغ المنطقة من النشطاء، كما اتهم البعض الاخر - لعداوة شخصية- بأنه على صلة بالجيش الحر، وجبهة النصرة التي كانت تسيطر على المنطقة قبل سنة من الآن.
وكانت مليشيات الدفاع الوطني التابعة للنظام وخلاياها النائمة في المناطق المحررة في ذاك الوقت تزود عناصر الحزب بالمعلومات المفصلة عن العرب في المناطق التي يجهلها عناصر الحزب بريف رأس العين، وتل تمر.
يقول أحد عائلة "رضوان": إن قياديا في الحزب أكد ان "رضوان" مسجون في المالكية وانه يواجه حكم لمدة سنة، مشيراً إلى أنهم ذهبوا لزيارته ولم يسمح لهم بذلك في الشتاء الماضي".
وأكد أحد أقارب "رضوان بأنه أتم سنة كاملة في السجن لكنه لم يخرج بعد، في وقت يكثر الحديث عن "استشهاد" المعتقلين تحت التعذيب في السجون التابعة للحزب في المالكية، والقامشلي، وتل تمر.
المصدر : مجد العبيدي- سراج براس