"انتصار الثورة
السورية"
في
وحدتنا أم
وحدة من
يدعمها !!؟؟
بقلم : محمد أبو مصعب
لا نختلف جميعا أن الثورة السورية فقدت نقائها
بمغريات عدة كان أولها المال السياسي, فاغتيال الثورة كان بتشتيت الشعب الذي هتف
للحرية بصوت واحد, ليرد نظام الأسد قتلا وذبحا وتشريدا, لتقف هنا الدول العالمية
موقفا مخزيا قد يكون أفضل بكثير من أن تلعب دورا سلبيا هداما كما الحاصل,
وعندما عجزت هذه السياسة عن فرض مباشر لقراراتها
استخدمت عشوائية التمويل لتحول شعب الثورة العظيم إلى مجموعات كثيرة و قلوب متشتتة,
فبالتوجيه المنهجي للمال كانت التحزبات والفرق
والمجموعات, منها يتمحور دينيا ومنها
سياسيا و بعضها تنظيميا بأفكار دخيلة على مجتمع حديث العهد بالحرية النسبية التي
ماتزال في مخاضها العسير,
هنا تحولت هذه المكونات عن محاربة العدو الأول
متمثلا بنظام الأسد السفاح للاقتتال فيما بينها ليبدأ الابتزاز الخبيث لإرادة
الحياة, ففي مدن سورية كافة وفي حمص خاصة العديد من المكونات الثورية والفصائل
العاملة على شؤون الشعب السوري عسكريا و إغاثيا و إداريا, وتقوم الكثير من الجهات
العالمية والأوربية مستعرضة حرصها على حقوق الإنسان بدعمها بطريقة تحقق لها
أهدافها في تشتيت المكونات الاجتماعية
والثورية وبث روح الفرقة بشريان حياتها,
و
إن لم يكن عن طريق الإملاءات المباشرة التي سترفضها هذه المكونات حتما فبطريقة غير
مباشرة, مثلا عن طريق توجيه الدعم لجهة دون أخر ى رغم الدراية التامة بالحاجة الملحة
لكافة العاملين على الأرض, و هذا أمر بحد ذاته يثير الفرقة ويشتت الجهود ويبعثرها
ويحول دون توحدها الذي هو السبيل الوحيد للخروج من الحرب,
وغير ذلك العديد من الأمثلة التي غدا بها المال
قنبلة نزع فتيلها تتحقق به الكثير من المأرب والغايات وتوقع المجتمع بمزيد من
الحفر وخصوصا في زمن الثورات, وهذا ليس بمثابة تخوين لجهة أو حزن ولطم لإحدى
فاجعات الحرب, بل إحدى صور الواقع التي لن يتم التغلب عليها إلا بالوعي والحكمة
تجاه أي عمل, لتحقق المصلحة ودرء المفسدة لكي لا يسمح للمال أن يكون سلطة تتحكم
بالشعب الذي سينتصر بالحق لا محال.......