جانب من أثار قصف جيش النظام على حي بابا عمرو – صورة أرشيفية |
محمد الحميد : سوريا مباشر : مركز حمص
نقلت وسائل إعلام النظام أن مجلس مدينة حمص التابع للنظام أقر المخطط التنظيمي العام النهائي لمشروع إعادة إعمار منطقة بابا عمرو والسلطانية وجوبر.
وجاء الإعلان عن المخطط وفق بنود
المرسوم 5 لعام 1982 وتعديلاته، المنطقة التي هجر سكانها بالكامل نتيجة اجتياحها
بتاريخ السادس من شباط عام 2012، والآن يسكنها عوائل ميليشيات النظام وإيران
محتلين بيوت أهلها الأصليين.
وقال محافظ النظام في حمص طلال
البرازي: “إن المشروع يضمن حقوق المالكين والشاغلين، سواءً بالسكن البديل أو
التعويض”، مبيّناً أن المخطط سيقام على مساحة 217 هكتار، ويضم 465 مقسم سكني،
إضافةً لمباني الخدمات “المشافي والمدارس والمباني الاستثمارية والتجارية
والترفيهية”.
ويذكر أنه في وقت سابق من عام
2012 بعد اجتياح المنطقة المذكورة وتهجير أهلها وبعد زيارة رأس النظام بشار الأسد
لها، صرح نائب رئيس مجلس وزراء النظام لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية “عمر
غلاونجي” أنه يتم دراسة إعادة التنظيم العمراني للعديد من المناطق التي هي بالأصل
مناطق مخالفات مثل منطقة حي بابا عمرو في حمص وصلاح الدين في حلب ومناطق خلف
الرازي والقدم في دمشق بحيث تصبح منطقة عمرانية منظمة متلائمة ومنسجمة مع محيطها”،
حيث أن جميع المناطق المذكور في هذا التصريح هي مناطق ثائرة على حكم بشار الأسد
للبلاد.
ويعتبر أهالي باباعمرو هذا
المشروع هو الحكم النهائي لعدم عودتهم لبيوتهم من قبل النظام كعقاب على انخراطهم
بالثورة من بدايتها حتى تحولت باباعمرو لأيقونة ثورية هامة، حيث يؤكد الأهالي كأبو
خالد الذي يقول: ” أن المشروع الجديد سيزيل النظام بيوتنا لتحل محلها أبنية يسكنها
مؤيدو النظام، وأن ادعاء النظام أن المشروع قديم والآن بدأ تنفيذه هو تلفيق من
النظام لتبرير زمانه”.
ويسعى النظام من خلال مشاريع عدة
لتغيير ديموغرافية مدينة حمص، منها إعادة إحياء مشروع حلم حمص الذي كان أحد محرك
أهالي المدينة للثورة على النظام، هذا المشروع الذي يهدف لطمس تاريخ المدينة من
خلال إزالة قلب المدينة الأثري وتحويله لأسواق تجارية، وقد تعاقدت محافظة حمص مع
عدة شركات إيرانية لإزالة ركام في الأحياء التي دمرها قصف النظام السوري كحمص
القديمة والخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص.
ويتخوف أهالي المدنية أن تلقى
باقي احياء المهجر أهالها وهي 25 حيا نفس المصير، أحد عشر حيا منها هجرها أهلها
نتيجة المجازر الطائفية التي ارتكبتها ميليشيات الشبيحة ككرم الزيتون والرفاعي
والسبيل، ومنها أحد عشر حيا صمد فيها أبناؤها حتى فرض عليهم النظام حصارا خانقا
مترافقا مع قصف هائل انتهى باتفاق مع الإيرانيين على خروج الثوار في منتصف شهر
أيار “مايو” عام 2014.