مقالات جديدة

Previous
Next

اربعة اعوام من الثورة كفيلة ان تثبت قوة ارادة شعب حر


انطلقت ثورة الكرامة في الخامس عشر من آذار 2011 ولبى النداء أحرار حمص في 18آذار2011 وخرجوا متظاهرين من مسجد خالد بن الوليد مطالبين بالاصلاحات كغيرهم من أبناء سوريا، ولخص ناشطون أسباب اندلاع الثورة في حمص إلى سوء إدارة الملف الإقتصادي في المدينة والتحول الوحشي تحت اسم "اقتصاد السوف" الذي أتاح لتجار مقربين من السلطة السيطرة على الوضع الاقتصادي، إضافة إلى قانون الإدارة المركزية الذي فرض ضرائب على الناس، كما لم يغفلوا الأسباب المشتركة بين جميع السوريين من قمع للحريات وامتهان لكرامة المواطن السوري. 
وخرجت مظاهرات حاشدة في المدينة والريف في 15 نيسان، أسقط خلالها  تمثال حافظ في الرستن، لتشن قوات النظام السوري حملة عسكرية ضخمة على تلبيسة والرستن وتركتب مجزرة في مدينة تلبيسة يوم 16 نيسان خلال عودة المشيعين من مقبرة المدينة بعد دفن أحد الشهداء، و يقدر عددهم بثمانية آلاف شخص تعرضوا لإطلاق نار مباشر في أول دخول لقوات الجيش إلى مدينة تلبيسة ، حدث ذلك على الطريق الدولي لتُخلِف المجزرة عدد من الشهداء و الجرحى و كثير من الغضب في مدينة حمص و ريفها الشمالي الذي هبّ لإغاثة أهالي تلبيسة، و قد دفن الأهالي شهداءهم بعد التوافق على إقامة صلاة جماعية على أرواحهم في مسجد خالد ابن الوليد في اليوم التالي و المشاركة بالاعتصام الذي بدأت الدعوة إليه من قبل الناشطين في المدينة، وهذا ما تم إذ توافد أهالي الريف بالمئات وربما الآلاف إلى المدينة عبر أكثر من اتجاه و طريق، وتزامن ذلك مع مظاهرات حاشدة في أحياء المدينة، كان أكبرها في حي باب السباع، إذ بادرت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين مما أدى إلى سقوط سبعة شهداء وعدد كبير من الجرحى، في اليوم التالي قام الأهالي بتشيع الشهداء، و تمت الصلاة عليهم في المسجد الكبير ومن ثم دفنوا في مقبرة تل النصر في شمال شرق المدينة، عاد المشيعون مباشرة إلى الساحة الرئيسية في حمص، ساحة الساعة الجديدة ليعتصمواهناك مطالبين باسقاط النظام، وفي المساء هاجم الأمن السوري المعتصمين ويفتحون نيرانهم ليسقط العشرات بين شهيد وجريح في مجزرة راح ضحيتها ما يقارب 280 شخصا، ليكون مفصل تحول للثورة السورية في حمص وتتحول من مظاهرات إلى ثورة مسلحة، وفي هذا الصدد يقول الناشطون: «بدأ كل من يملك سلاحا يرى أن مواجهة العنف بالعنف هي الحل»، أما العسكريون الذين يتحدرون من المدينة فقرر معظمهم الانشقاق عن قوات الأسد، وتناقل عن بعضهم مقولات مثل «الجيش الذي يقتل أهلنا لن نعود إليه، بعد عدة أسابيع انتظمت حركة التسلح في المدينة تحت لواء «الجيش الحر» الذي نشر كتائبه المختلفة في أحياء المدينة، منها كتيبة «الفاروق» التي اشتهرت بعملياتها النوعية ضد وحدات النظام. وتوغلت قوات الجيش في مدينة تلكلخ في 15 مايو2011، على الحدود مع لبنان في حملة عسكرية ضخمة راح ضحيتها 40 شخصا من المدنيين ونزوح 4 آلاف من الأهالي إلى لبنان، وبحلول 19 مايو نم الانتهاء من العملية العسكرية وبدأ في الانسحاب مع بقاء الحصار ووجود الدبابات وصعوبة الدخول والخروج من المدينة. تلا ذلك اجتياح الرستن وتلبييسة في 29 مايو2011  ردا على حركة الاحتجاجات المستمرة فيهما. أُرسلَ الجيش السوري بآلياته الثقيلة مثل الدبابات والمدرعات لحصار المدينتين، واستخدمت القذائف المدفعية في قصفهما، مما أدى إلى تهديم العديد من أبنيتهما. حسب أحدث الأرقام من وكالتي البي بي سي والجزيرة فقد بلغ إجماليُّ عدد القتلى جرَّاء الحصار حوالي 74 شخصاً من المدنيين. أما القنوات السورية الرسميَّة فقد صرَّحت بأن عناصر إرهابيّة مسلحة كانت متوَاجدة داخل المدينتين، وأنها قتلت 8 من رجال الأمن فيهما وأصابت 14 آخرين. بعدَ الحصار بأربع أشهر تقريباً وقعت المدينة تحتَ شبه سيطرة الجيش السوري الحر المؤلف من جنود منشقين عن الجيش السوري، وهوَ ما دفعَ الجيش السوري إلى إعادة اقتحام المدينة لكي تبدأ معركة الرستن وتلبيسة بين الجيش والجيش الحر، والتي راحَ ضحيتها أكثر من 130 قتيلاً. وقد تعرضت مدينة حمص في السنة الأولى من الثورة لحصارين الأول يوم 6 مايو والثاني يوم 15 يوليو سنة 2011 وامتاز الحصار الثاني باستخدام القصف بالدبابات والقيام بتدمير المنازل والممتلكات العامة والخاصة وقتل واعتقال السكان في عدة احياء من حمص خصوصا أحياء باب السباع وباب عمرو والخالدية والوعر والإنشاءات وغيرها. وفي 29 أكتوبر بدأت حملة جديدة على المدينة، وعلى حي بابا عمرو تحديداً، حيث تعرَّض الحي لقصف عنيف على مدى أسبوع بعدَ أن أصبح معقلاً للجيش الحر في المنطقة، وقد كان يوم الجمعة 3 شباط من عام 2012 أكثر الأيام دموية في حمص وسوريا عموماً منذ اندلاع الانتفاضة، حيث وقعت فيه "مجزرة الخالدية" التي راحَ ضحيتها زهاء 340 قتيلاً و1,800 جريح بعد قصف عنيف على الحي. وتلتها في 5 شباط معركة بابا عمرو الثانية التي دامت ثلاثة أسابيع، قبل أن يَنسحب الجيش الحر أخيراً في 1 آذار، تلاها عدة مجازر مثل مجزرة كرم الزيتون والعدوية والرفاعي في 12 آذار الذي راح ضحيتها 224 شهيداً، قبل أن تبدأ حملة جديدة على المدينة في 19 آذار تضمَّنت قصفاً عنيفاً لأحياء حمص القديمة والخالدية والقصور وشملت عمليَّات تهجير جماعية من هذه المناطق. وفي شهر حزيران حدثت مجزرة دير بعلبة التي راح ضحيتها 200 شخص، تلا ذلك مجزرة الحولة في ريف حمص الشمالي يوم25 مايو 2012 وراح ضحيتها أكثر من 110 أشخاص نصفهم من الأطفال ذبحا بالسكاكين والرصاص و300 جريحا.
العام الثاني من الثورة لم يكن عاما جميلا على أهالي حمص فقد بدأ حصار حمص القديمة بالإضافة لأحياء الخالدية والقصور وجورة الشياح والقرابيص في 9 حزيران 2012  واستمر ما يقارب 655 يوما تعرضت لأشد أنواع القصف بالطيران والمدفعية والدبابات وخاض الثوار العديد من المعارك كان آخرها معركة المطاحن، بعد سقوط بابا عمرو نزح الثوار الأحرار لمدينة القصير في الريف الجنوبي لحمص ليبدأوا هناك معاركهم ضد النظام الأسدي آملين بذلك فك الحصار عن المدينة والعودة لها فاتحين ومحررين، ولكن ما حدث ليس كما خططوا له فقد تحالف الأسد مع حزب الله اللبناني وخاض الثوار حروبا شديدة على عدة جبهات لتسقط القصير أخيرا بيد قوات النظام وشبيحة حزب الله اللبناني في 9 حزيران 2013 . وبعد نزوح أهالي حمص القديمة لحي الوعر غربي المدينة عاشوا بقليل من الهدوء والطمأنينة الذي لم يدم طويلا ففي نوفمبر 2013 قرر النظام حصار الحي كما هو الحال في أحياء حمص القديمة ومازالت قواته تستهدف الحي بقصف همجي بكافة أنواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة حيث لايفرقون بين مدرسة أو مسجد أو برج سكني. يضم حي الوعر مايقارب 100 ألف مدني بينهم نازحين من أحياء أخرى . وقد بدأ الوضع الانساني يزداد صعوبة مع استمرار الحصار حيث بدأت المواد الغذائية الاساسية بالنفاد وأصبح هناك نقص في الادوية وحليب وفوط الاطفال . كما أن هناك صعوبة في ادخال المواد الغذائية عن طريق الحواجز. ويعتمد الحي في اسعاف الجرحى وعلاجهم على مشفى الوليد الذي تم استهدافه في 18 تشرين الثاني لعام 2013 بصاروخ أرض أرض و الذي أصبح يعاني من نقص في الأدوية والمواد الاسعافية، ويشهد الحي حاليا نوعا من الهدوء الذي يتخلله بين الفينة والأخرى رشقات من قناصة الأسد المحاصرين للحي في مشفى حمص الكبير وبرج الغاردينيا والبساتين. 
منذ بداية العام الثالث من الثورة لم يلاحظ أي تقدم للثوار في حمص سوى معركة مستودعات مهين ففي 7 نوفمبر 2013 تمكن الجيش الحر وجبهة النصرة من السيطرة على المستودعات بريف حمص الشرقي بعد معارك عنيفة استمرت لأسبوعين اغتنمت فيها العديد من الأسلحة منها  قذائف دبابات وقذائف مدفعية وذخيرة متوسطة وثقيلة وصواريخ غراد وغيرها. وبالعودة لثوار حمص كانت آخر معاركهم في المدينة معركة المطاحن  ففي الشهر الأول من عام 2014 قرر مجموعة من الثوار كسر الحصار عن أهالي حمص المحاصرة بحفر نفق لإدخال الطحين والمواد الغذائية ولكنهم تعرضوا لكمين من قوات النظام واستشهد في هذه العملية قرابة 80 عنصرا من كتيبة شهداء البياضة. تدخلت بعد ذلك الأمم المتحدة ليخرج الأهالي في حمص القديمة تحت رعايتها لحي الوعر المحاصر يوم 7 فبراير 2014. وفي يوم 8 مايو 2014 خرج الثوار من حمص القديمة بعد اتفاق مع قوات النظام على إدخال مساعدات إلى نبل والزهراء الموالية للنظام مقابل تأمين خروج آمن لمقاتلي الجيش الحر من مدينة حمص اتجاه الريف الشمالي للمدينة. كما أننا لا ننسى مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي فقد شهدت أول مظاهرة ضد النظام بتاريخ 24 / 6 /2011 جمعة سقوط الشرعية اقتحم الجيش مدينة القريتين أول مرة بتاريخ 02/06/2012 مستخدما الطيران المروحي والدبابات تحررت المدينة بتاريخ 25 /10/2012 بعد معركة بين الثوار وقوات النظام احتلت القريتين مرة أخرى بتاريخ 26 / 6 / 2013.
وأخيرا قدمت حمص في هذه الثورة المئات من أبناءها بين شهيد ومعتقل من كافة الفئات العمرية من الجنسين نساءا ورجالا فقد بلغ عدد الشهداء نحو 200000 شهيداً إلى اليوم، ولم يتسنى لنا احصاء معتقلي ثورة الكرامة في حمص، وتمر الآن الذكرى الرابعة للثورة على أهالي حمص بتخاذل وصمت دولي عما يحدث من قصف ومجازر مع حصار عنيف ونقص بكافة سبل الحياة في حي الوعر وريف حمص الشمالي، مع معارك يخوضها تنظيم الدولة الاسلامية في ريف حمص الشرقي، ورغم ذلك يبقى الحماصنة صامدون وعلى العهد ماضون في ثورتهم إلى أن يأتي الفرج من الله تعالى فمنذ أن خرجوا بالثورة كان هتافهم يا الله ما لنا غيرك. 

المصدر: مركز حمص الإعلامي - Homs Media Center

author
مركز حمص الإعلامي - Homs Media Center
عبارة عن مجموعة من الشباب الناشطين والإعلاميين المتواجدين على أراضي محافظة حمص. هدفنا؛ العمل لصالح بلدنا سورية عامة وحمص الحبيبة خاصةً. سيكون عملنا إحترافي وحيادي.