بدأ
شبان أحياء حمص الموالية طريقهم خارج البلاد بطرق عديدة غير مشروعة هربا
من الخدمة الإلزامية والاحتياطية التي تفرضها قوات النظام العسكرية على
جميع من يستطيع حمل السلاح ضد زحف كتائب الثوار في جميع مناطق سورية،
وخصوصا الجبهات الشمالية من البلاد التي بدأت رايات التحرير ترفرف فوقها
بعد طرد قوات “بشار الأسد” وميليشياتها منها.
رجاء-معلمة
في إحدى المدارس الواقعة ضمن أحياء حمص الخاضعة لسلطة ميليشيات النظام
السوري، قالت في حديث لـ “كلنا شركاء”، أن زميلاتها من المعلمات العلويات
بدأن بعملية واسعة لمساعدة أبنائهم على الهجرة خارج الوطن بعدة طرق غير
شرعية عوضا عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية أو الاحتياطية في صفوف قوات
الجيش النظامي أو الميليشيات الرديفة التابعة له.
وأكملت
“رجاء” حديثها أن أهم تلك الطرق دفع مبالغ كبيرة لموظفين شعبة التجنيد
لتلاعب ببيانات الشاب الشخصية لفترة قصيرة ساعدته من خلالها على الهروب نحو
لبنان على أساس أنه وحيد لأهله أو يمتلك عقد عمل مع شركة خارجية.
بينما
قال “سامر” وهو أحد الموظفين لدى النظام، أن أحد أصدقائه الموظفين دفع
لضابط ثمانمائة ألف ليرة سورية لتسهيل عبور أبنه ذو العشرين عاما على حدود
لبنان، ومن ثم وصوله لمدينة بيروت هربا مما أسماه محرقة الشمال التي يرمي
بها الضباط جنودهم وقودا من ثم الهرب وتركهم يلاقون مصرعهم قتلى أو أسرى
بين يدين الثوار.
أحياء
مدينة حمص تعيش حالة من الغضب الشعبي والاحتقان بعد وصول ستةٌ وتسعين جثة
من أبناء الطائفة العلوية وحدها إلى مستشفيات المدينة قادمة من معارك إدلب
وحلب وجسر الشغور.