وتكتسب
محاولة اغتيال معروف حيثية خاصة بسبب موقعه كقيادي لفصيل معتدل في
المعارضة السـورية، يعول الغرب عليه، وعلى سائر الفصائل المعتدلة، لقتال
داعش وطردها من سـوريا.
الشرق الأوسط-
قوّضت
محاولات الاغتيالات المتتالية خلال أسبوع، بمناطق نفوذ المعارضة السـورية
في محافظة إدلب، حرية تحرك القياديين المعارضين، وحوّلت بعض القرى والشوارع
إلى مقرات أمنية مغلقة، في إجراءات احترازية لمنع استهداف القيادات، كما
تقول مصادر المعارضة في المحافظة لصحيفة الشرق الأوسط.
وشهدت
المحافظة أكثر من 6 محاولات اغتيال لقياديين في الجيش السـوري الحر،
وقياديين إسلاميين خلال أسبوع، قتل إثرها ما يزيد على 50 شخصا، نجحت إحداها
بقتل قيادات الصف الأول والثاني لتنظيم أحرار الشام في المحافظة، فيما نجا
قائد جبهة تحرير سـوريا المعتدلة جمال معروف من محاولتي اغتيال، اتهم
تنظيم داعش في إحداها، وقتلت زوجته وابنته ونائبه في استهداف الطائرات
النظامية لمنزله.
وبينما
تحفظت جبهة تحرير سـوريا عن الإعلان عن الضربة، أفاد ناشطون بأن سلاح الجو
السـوري استهدف منزلا كان يتواجد فيه قائد الجبهة جمال معروف مع عائلته
ونائبه وعدد من الحراس وأفراد تنظيمه وذلك في بلدة دير سنبل بريف إدلب.
وقال
هؤلاء إن المنزل أصيب إصابة مباشرة ما أدى إلى مقتل 2 من أولاد معروف
وزوجته بالإضافة إلى نائبه محمد فيصل وعدد من الحراس، إضافة إلى إصابته
إصابة متوسطة وإصابة قائد تجمع كتائب وألوية شهداء سـوريا بجروح، وذلك بعد
تحليق لطائرات الاستطلاع فوق المنزل.
وقال
القائد الميداني في فيلق الشام حمزة حبوش لصحيفة “الشرق الأوسط” بأن
طائرات من نوع سوخوي استهدفت منزل جمال معروف في قرية دير سنبل، بقنابل
خارقة للتحصينات بعد رصد له، وذلك في غارتين متتاليتين، مشيرا إلى أن معروف
كان حصن منزله جيدا، واتخذ إجراءات أمنية احترازية كبيرة، بعد تعرضه
لمحاولة اغتيال الأسبوع الماضي.
ويلتقي
ما قاله حبوش، مع ما نقله ناشطون بأن الاحتياطات الأمنية التي يتخذها جمال
معروف في منطقته، دفعت كثيرين إلى الإطلاق على دير سنبل لقب القرداحة
الثانية، في إشارة إلى مسقط رأس بشار الأسد، الذي تحيط ببلدته تدابير أمنية
مشددة. ويقول هؤلاء بأن معروف يتخذ احتياطات أمنية عالية، ويحيط به الحراس
في تنقلاته، ولا يغادر دير سنبل إلا في تحركات سرية، كونه مستهدفا
وكان
معروف تعرض لمحاولة اغتيال الأسبوع الماضي، عبر سيارة مفخخة وانتحاريين،
اتهم تنظيم داعش في الوقوف وراء المحاولة، حيث ترجل 5 انتحاريين يرتدون
أحزمة ناسفة من السيارة، واستطاع 2 منهم تفجير نفسيهما أمام موكب جمال
معروف، قبل أن يتمكن مرافقوه من قتل الانتحاريين الثلاثة الآخرين.
وتأتي
محاولة اغتيال معروف في سياق حملة اغتيالات واسعة، نشطت خلال الأسبوع
الماضي في ريف إدلب. وقال رئيس هيئة الأركان في الجيش السـوري الحر اللواء
عبد الإله بشير بأن جميع القياديين في الجيش السـوري الحر باتوا مستهدفين
من قبل النظام وتنظيم داعش، مشيرا إلى أن دورنا في قتال التطرف وقتال
النظام، وضعنا في منطقة الخطر، لكنه أوضح أن الجيش السـوري الحر هو مؤسسة،
لا يتوقف على أشخاص، بل يستمر في عمله دفاعا عن الشعب السـوري.
وتكتسب
محاولة اغتيال معروف حيثية خاصة بسبب موقعه كقيادي لفصيل معتدل في
المعارضة السـورية، يعول الغرب عليه، وعلى سائر الفصائل المعتدلة، لقتال
داعش وطردها من سـوريا. وتبحث واشنطن تدريب وتسليح الفصائل المعتدلة في
المعارضة. وكانت مصادر المعارضة المعتدلة صرحت في وقت سابق لصحيفة “الشرق
الأوسط” أن حصولها على السلاح النوعي، وتلقي عناصرها التدريب الكافي،
يمكنها من طرد داعش والنظام السـوري على حد سواء.
وتشهد
منطقة ريف إدلب حرب تصفيات بين قيادات معارضة، وقيادات إسلامية من جهة،
وبين تلك الفصائل والنظام السـوري من جهة أخرى. فقد قتل قياديو الصف الأول
والثاني من تنظيم أحرار الشام من ضمن 47 قتيلا، بينهم القائد العام للحركة
حسان عبود، إثر تفجير وقع في مقر اجتماعهم في منطقة رام حمدان بريف إدلب.
كما اغتال مسلحون مجهولون قائد كتيبة إسلامية وناشطا إعلاميا كان برفقته،
على الطريق الواصل بين قريتي أبو دفنة والغدفة، فضلا عن اغتيال مسؤول شرعي
في جبهة النصرة برصاص مسلحين مجهولين في مكان تواجده بقرية القنية في ريف
مدينة جسر الشغور.
هذا
بالإضافة إلى محاولة اغتيال قائد لواء أصحاب اليمين التابع لفيلق الشام
حسين القاسم الملقب بأبوعلي أصحاب اليمين في جبل الزاوية. كذلك، محاولة
اغتيال قائد لواء درع الفاتحين في ريف إدلب. ويشير ناشطون إلى أنه بعد
اغتيال قيادات لواء أحرار الشام، كانت هناك محاولة لاغتيال قائد صقور الشام
بهدف قلب موازين المنطقة عبر تصفية قادتها.
وعليه،
اتخذت قيادات المعارضة احتياطات إضافية، وفرضت تدابير أمنية جديدة، وقللت
من تنقلاتها كون المنطقة باتت مشرعة من الناحية الأمنية، ما دفع قوات
المعارضة لرمي مسؤولية الخلل الأمني في المنطقة على سوء التنظيم والتشرذم.
ويقول
حبوش إنه لا تواجد عمليات للقوات النظامية في المنطقة: لكن النظام ترك
خلايا أمنية نائمة، تنفذ عددا من محاولات الاغتيال، مشددا على أن التساهل
الأمني القائم في المنطقة، والتشرذم بين الفصائل الذي يحول من التنسيق
الأمني، يتسبب بتلك الاختراقات، لافتا إلى أن ذلك يعود إلى عدم التنظيم في
المنطقة، رغم أن الصراعات الداخلية بين الفصائل الإسلامية وكتائب الجيش
الحر وداعش والنصرة لم تنتهِ بعد. ويقول حبوش إن تلك الخلافات تصب في مصلحة
النظام حتى لو لم يكن للنظام يد فيها.