بالأمس كانت بيننا واليوم ترفرف طيرا في الجنة, حلا, طفلة من الرستن بريف حمص, لم تكمل ربيعها الثامن, اختارت الخروج من العالم الموبوء الذي يختفي وراء قذارته لتتوجه لدار لا بؤس فيها ولا شقاء, في ظهيرة يوم الجمعة للسادس عشر من رمضان كانت تلهو مع أقرانها و يصدح صوتها بأنشودة الصيام ويوزع ثغرها ضحكات تملأ الأرض طهرا, إلى أن قام بواسل جيش الأسد الأبطال وبطيران الجو بشن غارات للقضاء على هذا الإرهاب واستئصال شأفته, فتركض بهلع وخوف وتدخل و تصرخ أمي, إلا أن غارة الموت كانت أسرع لينهار فوقها بيت قضت فيه أعوامها الثمانية, وتظل حتى المساء بين ركامه, وتخرج منه لما يسمى مشفى ولكنها هذه المرة بدون قدمها التي بترت ليصارع جسدها الضئيل ساعات طوال الموت الذي حكم العالم عليها به, لتختار الرفيق الأعلى وتصعد روحها الطاهرة للسماء التي احتفت بقدوم حلا لأقرانها الذين سبقوها للجنان, لن تنسى حمص ولا سوريا هذا اليوم الذي أضحى كل يوم به صديقة أخرى لحلا, وتعود الأم لمنزل أحد الأقرباء لكن هذه المرة بدون حلا التي كانت تمسك بخصائل شعرها وتحكي لها قصة قبل النوم, أي بؤس و أي فاجعة و أي مصيبة حلت بهذا القلب الذي تفتت ألما!!, هنا لن يكفي عزاء الأرض وتتلعثم الكلمات وتعجز العبارات, ليقف العالم صامتا من هول مشهد كانت بطلته حلا, ولا ننسى كل الشكر لمنظمة رعاية الطفولة والأمومة اليونيسيف العالمية التي ترعى إخراج هذه الأفلام باحترافية عالمية.
عبارة عن مجموعة من الشباب الناشطين والإعلاميين المتواجدين على أراضي محافظة حمص. هدفنا؛ العمل لصالح بلدنا سورية عامة وحمص الحبيبة خاصةً. سيكون عملنا إحترافي وحيادي.