"طــــــــــفــــــــــولــــــــــة مـــــــــســـــــــــلــــــــــوبـــــــــة"
في حمص و في حي الوعر و في مشهد ليس الأوحد, ولا الأقسى عن حياة مازالت تلتقط أنفسها, يستوقف العين والقلب معا شهادة على أكبر سرقات العصر الحديث, طفولة سلبت من المهد, خطط لها العالم بدوله العظمى ونفذتها قوات جيش الأسد الباسلة التي تضرب حصارا على الحي وتحقق انتصارات يومية على الإرهابيين فيه, الزمان كان السادس عشر من رمضان بجزئه الخامس, أما بطلة المشهد فهي طفلة بربيعها الثاني, والسناريو هو لحظة انتهزت بها البراءة المستترة انشغال الأم بالتوجه إلى أحد الأشخاص تطلب منه ما يسد الرمق, لتخطو بمراتها الأولى نحو أكوام من النفايات تراكمت قبل ولادتها بثلاث أعوام, ممسكة بشيء تكتشفه بفمها كما أنها تكتشف العالم الذي لا يزيد قيمة عنه, وتتعثر خطاها فتجلس لتلهو ببراءتها اللامحدودة, هنا يكتمل المشهد باحترافية في الإخراج, نتمنى من منظمة حقوق الطفل التي تبعد الأطفال عن ذويهم في أوربا عندما يسيئون تربيتهم أن ترى هذه الأفلام علها ترعى فلما جديدا يزيد في نجاحها الإنساني المبهر.