مقالات جديدة

Previous
Next

الجيش العربي السوري (( بين فقاعات الأمس وحقيقة اليوم ))


بقلم : محمد الحمصي

لطالما تغنينا كشعب سوري بجيشنا الذي أصبحت كلمة باسل لا تفارق الخاتمة المؤثرة التي تلي كلمة الجيش العربي السوري منذ نشئت الجيش في الأول من أغسطس أب من عام 1945 ولغاية حكم بشار الأسد حدثت تغيرات دراماتيكية في عقائد ومسار الجيش العربي السوري الذي تحول من جيش هدفه الأول والأخير الدفاع من أصغر مواطن سوري من أي هجوم خارجي إلى عصابة سخرتها عائلة الأسد لحماية بقائها ووجودها الاستبدادي في أرض سورية التي بمرور الوقت تحولت تسميتها من سورية العربية إلى سورية الأسد ..
كانت نشئت الجيش العربي السوري من اجتماع بعض الفصائل المقاتلة ضد الاحتلال الفرنسي وبعد دخول القوات الفرنسية دمشق أقدمت على حل التشكيلات العسكرية الوطنية واستحداث تشكيلات بديلة أسندت قيادتها لضباط فرنسيين مما خلق تذمراً بين صفوف تلك التشكيلات، وأدى إلى التحاق الكثير من عناصرها بالتشكيلات العسكرية الوطنية التي وسعت جبهة نضالها ضد الفرنسيين، الأمر الذي اضطر معه الفرنسيون إلى وضع هذه القطعات و التشكيلات تحت تصرف السلطات السورية عام /1945/..  
الجيش في ظل حكم عائلة الأسد :
بعد سرقة حافظ الأسد للسلطة في عام | 1970 | بأكذوبة ما يسمى الحركة التصحيحية وثورة الـ 8 من آذار تحول الجيش تحولا ملحوظا من جيش الوطن إلى جيش الأسد وتحول ولائه إلى آل الأسد بشكل واضح إلى آن بدأت الطائفة العلوية رويدا رويداَ بالتغلغل داخل الجيش السوري والسيطرة على أعلى المناصب العسكرية لتبقى هي نقطة المفصل في القوات المسلحة وتثبت حكم عائلة الأسد إلى عقود وقد كانت من أهم إنجازات جيشنا (( الباسل )) هي معركة حماه عام 1982  التي حشد حافظ الأسد الحشود العسكرية للقضاء على جماعة الإخوان المسلمين آنذاك قضى خلالها حافظ الأسد على عشرات الآلاف من أهالي مدينة حماه وأعتقل الآلاف في سبيل إخماد أي صوت ذهني يفكر بالعلو على حكم الأسد وعائلته إلى آن وصلت انتصارات قواتنا الباسلة إلى جسر الشغور أيضا في ريف إدلب التي اشتم أنف حافظ الأسد فيها رائحة انقلاب أو رفض لسياسته الاستبدادية التي حكم البلد بالحديد والنار , قبل موت حافظ الأسد وموت أبنه باسل الذي كان يعول عليه جدا بوراثة السلطة جاء موت باسل صفعة قوية لعائلة الأسد وخصوصا بعد محاولة شقيق حافظ الأسد (( رقعت )) بمحاولة الانقلاب على أخيه وسرقة الحكم ولكن حافظ أدرك هذه العملية فقام بنفي أخيه وبدء الإعلام السوري يروج لـ بشار الأسد الذي كان يدرس جراحة العيون في لندن على أنه أمل سورية المستقبل ولم يدرك الفتى المدلل انه سيكون سيأتي من أحضان أوروبا إلى الدولة التي حولها والده إلى مزرعة ليأتي خبر موت حافظ الأسد وتسليم بشار الأسد للسلطة بعد عملية جراحية للدستور استمرت 5 دقائق نصب بشار الأسد خلالها رئيسا للجمهورية العربية السورية والقائد العام للجيش والقوات المسلحة حينها شهدت سورية وراثة علوية بحتا وصفها المؤرخون بأقذر طريقة لسرقة حكم دولة عريقة كسورية ليحتفظ آل الأسد بالحكم على مدى عقود وتستمر فقاعة الجيش العربي السوري التي لا تهزم والتي حصلت القوات المسلحة السورية على المرتبة السادسة عشر كـ أقوة الجيوش في العالم ولطالما أطرب الإعلامي الرسمي رؤوسنا ببسالة الجيش وقوته والقضية الفلسطينية والجولان وإلى ما هنالك لتأتي صفعة لم تشهدها سورية ولا جيشها ولا العالم بأسره بإعلان انطلاق الثورة السورية في الخامس عشر من مارس آذار 2011 لتظهر حقائق الجيش العقائدية وتكشف أوراق الخداع التي صرعت رؤوس العالم بأسطورة الجيش العربي السوري الذي أتخذ موقفا صريحا بالقضاء على الشعب في سبيل الحفاظ على حكم الدولة التي سرعان ما تحولت لسورية الأسد مكشرين عن أنيابهم وفاضحين أنفسهم بإطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر على صدور المدنيين العزل الذين انتفضوا ضد نظام الأسد وحكمه ظنن منهم آن الجيش سيتخذ موقفا كباقي جيوش العالم في هكذا أزمات بالوقوف إلى جانب الشعب والقضاء على ظلم الحاكم لكن في الحالة السورية ظهرت جذور الحقد الطائفي التي رباها حافظ الأسد في ملته العلوية ضد أهالي السنٌة وبدأت بنادق الأسد وجيشه التي كان الجميع يظن أنها لمحاربة العدو الصهيوني وتحركت الآليات الثقيلة والدبابات بدلا من جبهة إسرائيل إلى جبهة درعا وحمص وحماه ومختلف المناطق السورية التي ثارت نصرة لمدينة درعا مهد الثورة ليرفض عدد من الجنود والضباط وصف الضباط من الجيش السوري هذا الأمر الذي وصفوه بالخاطئ وبدئوا بالانشقاق عن هذا الجيش الذين وصفوه (( بالأسدي )) تدريجيا وعلى دفعات قليلة رغم الخطر الذي يحيط بهم عند الانشقاق تخوفا من رصاصة غدر من أحد الضباط أو الجنود عند اكتشاف الأمر وبدأت مراحل الانشقاق بالتزايد حتى تم تشكيل ما يعرف بالجيش السوري الحر الذي كان رغم عتاده القليل إلى أنه كسر أسطورة الجيش العربي السوري التي تقهقرت بأكثر من معركة وفرت هاربة أمام تقدم الحر إلى ثكناتها وفي أكثر من حالة عبر سنوات الثورة رئينا الجيش السوري يحاول مفاوضة ما سماهم إرهابيين وهم من انشقوا عنه و رأيناه عاجزا عن التصدي لقوات الحر على أكثر من جبهة واستخدام النيران البعيدة في قصف المدنيين للضغط على الحر للانسحاب من المناطق التي سيطر عليها الحر حتى بلغت نسبة السيطرة الفعلية للحر أكثر من 50% من مساحة سورية هذا ما آثار جنون بشار الأسد وعائلته وظهور الوجه الحقيقي للجيش العربي السوري الذي لا ينكسر ببعض من سماهم إرهابيين لا يستطيعون تخليص سورية منهم فكيف إن أشعلت حرب ضد إسرائيل ..!!
هذا ما أثبته العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة حين عجز بشار الأسد وأتباعه عن نصرة أهالي غزة وقصف الشعب الأعزل في بيته بدلا من قصف قواته للجيش الإسرائيلي وتحرير الجولان وكذبة 40 عاما من المقاومة والممانعة على جبهة إسرائيل !

author
مركز حمص الإعلامي - Homs Media Center
عبارة عن مجموعة من الشباب الناشطين والإعلاميين المتواجدين على أراضي محافظة حمص. هدفنا؛ العمل لصالح بلدنا سورية عامة وحمص الحبيبة خاصةً. سيكون عملنا إحترافي وحيادي.