محمد أبو مصعب: مركز حمص الإعلامي
تهدأ وسائل الإعلام وتخمد حملات التواصل الاجتماعي بعد أن تناقلت بفورة استمرت لأيام صورة جسد بلا روح لطفل أسمه أيلان، حرك جسده الضئيل ما تبقى من ضمائر العالم بعد أن أعادته الأمواج للشاطئ الذي بدأ منه لكنه هذه المرة بلا أمه ولا أخيه ولا روحه الطاهرة، كلهم غرقوا في ظلمات البحر الذي رست بأعماقه أحلام البؤساء بالحرية والأمان، ليحالف الحظ البعض من شركائهم برحلة الموت ويصلوا لمخيمات اللجوء ويحتموا بجدران الإهانة التي تحقق لهم الحد للأمان الذي فقدوه بوطنهم الذي تلظى بهم، ويختار أخرون خطا مختلفا ليبتعدوا عن خوف الغرق و يواجهوا ذعرا ويفقدا ما تبقى من كرامتهم التي خسروا معظمها بوطنهم عندما تدميهم هراوات رجال أمن الحدود الغربية على أبواب المنفى التي ما يزالوا عالقين بها, ويبقى من تبقى بحضن الوطن تحت ظلم وجور وتشتت وفراق وغربة تضاهي دول المهجر بالقهر والخوف و التشرد. مشاهد بائسة ولكنها ليس مجرد نظرة سوداء بل واقع الوطن السوري وتاريخ لن يعود للوراء، ومستقبل باللون الأحمر القاني، وبالمقاربات التاريخية تدرك أنه للوصل لهذا يلزم المزيد من تضافر الجهود، والتقليل من الحروب الداخلية والكف عن تدمير بعضنا بأذرع خارجية تخلق أيديولوجيات وتصطنع كيانات تمحو بها ما يرسمه السوريون على أرضهم، ولنوقف أحلامنا بالحرية عن الغرق يجب توسيع قارب الأمل والعمل، ويجب ألا يتزعزع الهدف لوعورة الطريق ولا يضيع بمغرياته فسوريا على أبواب الحرية بانتظاركم جميعا.
