محمد
أبو مصعب : مركز حمص
·
المادة السادسة من وصف الأحكام الأساسية للقانون الإنساني الدولي في النزاع
المسلح:
"إن أطراف النزاع
وأفراد قواتها المسلحة لا يتمتعون بخيار غير محدود في استخدام الطرائق والأساليب الحربية،
فيحظر استخدام الأسلحة أو الأساليب الحربية التي من شأنها إلحاق خسائر غير ضرورية أو
تسبب معاناة مفرطة"
يحجز العيد مقعدا أخر في الذكريات
حيث يبدو أنه سيمر هذه المرة أيضا بقسوة لا تقل عن سابقه في حصار أطبق كليا على حي
الوعر في حمص، حيث يتبع النظام في حربه الكونية كافة الأساليب ولا يوفر حتى استخدام
حفاضات الأطفال وأكياس المحارم والحليب وملح الطعام كأوراق ضغط يعدها استراتيجية على
حد زعمه.
نصف عقد كبر فيه جيل كامل من
الأطفال حرموا من تنشئة صحية وغذائية سليمة، وتعرضوا لهزات نفسية مروعة سيكون لها بالغ
الأثر في التكوين الشخصي النفسي لاحقا، فقد الكثير منهم حقهم الأعظم في التعليم، ويعيشون
تحت قصف أودى بحياة الكثيرين منهم، ليحيا من بقي منهم بكثير بين الأنماط الحياتية المغلوطة
وثقافة الحرب الطارئة التي ساهمت بالتنشئة الاجتماعية بشكل كبير "لأطفال الحصار".
وفي تفاصيل حياة الحرب التي
تغتال كل حلم في نفوس الأطفال الصغار يبقى كعك العيد وألعابه البلاستيكية وثيابه الجديدة
بين حلم وأمنية، فالسطو على تفاصيل قدسية ناعمة في نفوس بريئة هو من أكبر الجرائم.
وفي الأيام التي تفصلهم عن العيد
ينتاب الأهالي في الوعر إحساس مباغت بالذنب لعجزهم عن تقديم أي شيء قد يشرح لأطفالهم
الأصغر ما هو العيد, سوى القصص التي تسرد على أسماعهم وتصف العيد وكيف كانوا يحضرون
له ويمضونه بسعادة مع أقربائهم لم يرى هؤلاء الصغار معظمهم ولا يعرفون سوى أسمائهم،
وعن ألعاب العيد وحلوياته وأراجيحه في الحدائق المحيطة بمسجد خالد بن الوليد وغيرها
من طقوس أصبحت ذكريات مؤلمة على القدر الذي كانت ممتعة ومبهجة.
وبانتظار حلم الحرية لا ينتظر
الزمن فقد أنضجت الحرب أطفالها باكرا، وجاء العيد مسرعا، ولكن لحمص عيد أخر...............
وكما يصف بدر شاكر السياب:
عصافير
أم صبية تمرح
أعمارها
في يد الطاغية
وألحانها
الحلوة الصافية
تغلغل
في نداء بعيد
نداء
تنشقت فيه الدماء
حديد
ونار وارتطام ثم انفجار
وأشلاء
قتلى وأنقاض دار
وأقدامها
العارية
هتكنا
بها مكمن الطاغية
وعلينا
لها أنها الباقية
وأن
الدواليب في كل عيد سترقى بها الريح جذلى تدور
لكون
جديد
..........