مقالات جديدة

Previous
Next

برد الشتاء يشتد على ضعفاء مدينة حمص وأطفالها

استعمال الحطب للتدفئة بدلا من المازوت

شتاء جديد يعود على مدينة حمص دون وجود وسائل التدفئة، فقد طرق الشتاء أبواب المدينة ليعاني الأهالي صغاراً وكباراً من برودة الجو وقلة الدفء.

إذ تعاني مدينة حمص من أزمة حقيقية بالمحروقات التي تعتبر مواد أساسية للتدفئة، حيث تعاني أحياء المدينة من نقص حاد في مادة الغاز التي تستخدم في الطبخ والتدفئة، فعلى سبيل المثال حي كرم الشامي الذي يعتبر من الأحياء المسيطر عليها النظام لم يدخل الغاز للحي منذ ما يقارب الشهرين، ولا يختلف الحال كثيرا في الأحياء الموالية للنظام، فبعد مضي الشهر ونصف تم توزيع  500 أسطوانة غاز على تلك الأحياء ما أدى إلى نشوب الخلافات بين الأهالي لقلة الكمية بالنسبة للتعداد السكاني في المنطقة، أما في حي الوعر المحاصر نجد أن مادة الغاز شبه معدومة.
وبسبب ندرة الغاز عمد بعض التجار للاتفاق مع الموظف المسؤول لاستلام اسطوانات الغاز وبيعها للأهالي بأسعار باهظة، ففي الأحياء المحتلة وصل سعر أسطوانة الغاز إلى 5000 ليرة سورية، بينما في حي الوعر ارتفع سعر الاسطوانة ليصل إلى 25000 ليرة سورية، كما تم التلاعب بسعة الأسطوانة فباتت لا تكفي الشهر بينما السعة الأساسية تكفي لثلاثة أشهر على الأقل.
الأشجار المقطوعة بسبب استخدامها للتحطب
وبسياق متصل لا يستطيع الأهالي الاعتماد على الكهرباء بالتدفئة لانقطاعها المستمر، فبالرغم من أن توجيهات محافظ حمص " طلال برازي" تقضي بساعتين كهرباء و4 ساعات قطع، إلا أنها تقطع بشكل متواصل 6 ساعات وتكاد لا تأتي الا 3 ساعات باليوم وإن أتت فإنها تقطع كل نصف ساعة بسبب الضغط الشديد على التيار.
فيما تعاني كافة الأحياء من ندرة مادة المازوت التي تعتبر وسيلة التدفئة الأكثر شيوعاً في سوريا، ومع شح المازوت ارتفع سعر اللتر الواحد ليصل إلى 700 ليرة سورية. كما أن المسؤولية والمحسوبيات تلعب دوراً أساسياً في توزيع المازوت على السكان إذ يصل المازوت للمسؤولين في حمص ومن له دور في الدولة السورية بشكل خاص دوناً عن باقي المدنيين الذين لا يجدون ما يكفيهم.
جمع الحطب

وبعد افتقاد الناس لمادة المازوت لجأ المدنيون للاستعانة بالأخشاب والأشجار، ورغم ارتفاع سعر الحطب ووصوله إلى 150 ليرة سورية للكيلو إلا أنه الحل الوحيد أمام الأهالي في حي الوعر، ما جعل العديد من المدنيين يقومون بتحويل جهاز التدفئة الذي يعمل على المازوت (الصوبيا) إلى جهاز يعمل على الحطب، هذا وأدى قطع الأشجار إلى كشف الحي أمام قناصة النظام ما عرض المدنيين داخل الحي للخطر أكثر من ذي قبل.
برغم المعاناة الكبيرة التي يعانيها أهالي حمص والتي لم تقتصر على البرد وحاجته الأساسية إضافة للجوع والعطش والنقص الكبير في المواد الغذائية وحاجات ومستلزمات الناس الأساسية وغيرها لكنها تبقا أقل وطأة عليهم من معاناة إخوانهم خارج البلاد في مخيمات الموت والجوع فوجودهم داخل بلادهم يبقا سببا اساسيا في تخفيف هذه المعاناة العظيمة.

المصدر: مركز حمص الإعلامي


author
مركز حمص الإعلامي - Homs Media Center
عبارة عن مجموعة من الشباب الناشطين والإعلاميين المتواجدين على أراضي محافظة حمص. هدفنا؛ العمل لصالح بلدنا سورية عامة وحمص الحبيبة خاصةً. سيكون عملنا إحترافي وحيادي.