محمد الحمصي : كلنا شركاء
يعيش أهالي منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي معركة الحياة والموت، في سبيل الحصول على رغيف الخبز بعد أن باتت مستودعات ومطاحن القمح خاوية على عروشها، وينتظر الأهالي إدخال تلك الكميات القليلة المتفاوتة من الطحين والدقيق، وبأسعار مرتفعة عبر الطريق الترابي الوعر، والذي يبلغ طوله نحو الـ6 كم ويعتبر شريان الحياة الوحيد في المنطقة المحاصرة.
يصل الطريق الترابي الطويل منطقة الحولة بباقي المدن المحيطة كـ تلبيسة، والرستن، والذي لا يسمح بمرور أي سيارة فيه بسبب وعروته، فيحاول أهالي البلدة جاهدين مغامرين بأنفسهم، عبور هذا الطريق مشياً على الأقدام في الغالب، وجلب ما تيسير لهم من المواد الغذائية، خائفين من أي كمين غادر من الممكن أن يتم نصبه لهم من قبل أهالي القرى الموالية المجاورة.
وأفاد “حسين أبو محمد” مراسل مركز حمص الإعلامي لـ “كلنا شركاء”: إن الريف الشمالي عموما والحولة خصوصاً، يعاني الأمرين في محاولة تأمين ما ينقصهم من حاجاتهم الأساسية، وخصوصا الطحين والمحروقات التي وصل سعر اللتر الواحد منها لقرابة الـ 300 ليرة سورية أي ما يعادل نحو دولار ونصف الدولار الأميركي.
قامت الأمم المتحدة بإدخال بعض المساعدات الغذائية إلى منطقة الحولة في الشهر العاشر من العام الماضي، كآخر مساعدة شحيحة تدخل الحولة، وقد اشترط نظام بشار الأسد حينها إدخال كميات كبيرة من المساعدات للقرى الموالية التي تحاصر البلدة، والذي كان الشرط الأقسى بحسب الأهالي لأن تلك القرى تملك دعماً مستمراً من النظام.
وأشار أبو مصطفى – أحد كوادر المشفى الميداني- إلى أن الأيام التي تمر بها الحولة عصيبة جداً بسبب ما يعانيه الأهالي من نقص شديد في الغذاء وما يترتب عليه من أمراض ونقص في التغذية، فضلاً عن إمكانيات المشفى البسيطة، والتي لا تخولها على استيعاب المرضى لاكتظاظ المشفى بجرحى القصف والقذائف والبراميل المتفجرة، و قلة العدة والعتاد الطبي، مشيراً إلى أن خطراً قريباً يلف بعشرات الآلاف من المدنيين.
يعيش في منطقة الحولة قرابة 75000 نسمة، و تتكون من تجمع عدة مدن وقرى منها: كفرلاها، ومدينة تلدو، ومدينة تلذهب، وقرية الطيبة الغربية، وقرية برج قاعي، وقرية كيسين، والسمعليل وكلها خارج سيطرة النظام، حيث فرضت قوات النظام المدعومة بالميليشيات الشيعية والعلوية، في القرى المحيطة بالحولة طوقاً عسكرياً من كل الجهات، وأخضع المنطقة لحصار خانق منذ نحو ثلاثة أعوام، و أهم القرى لموالية هي قرى الغور، والقبو، وفلة، والشنية، ومربعين، وقرمص، والثاعونة، وبعرين والحميري، وكفرنان وغيرها.
