مقالات جديدة

Previous
Next

“الدار الكبيرة” بريف حمص بين مطرقة النظام وسندان تجار الحروب


محمد الحمصي: كلنا شركاء

يعيش أهالي بلدة “الدار الكبيرة” بريف حمص الشمالي صراعاً مأساوياً من أجل الحفاظ على حياتهم في ظروف هي الأصعب من نوعها، حيث يفرض جيش النظام حصاراً خانقاً على البلدة بعد الهدنة الهشة التي عقدت منذ 5 أشهر تقتضي بوقف النار، وفتح الطرقات الغذائية إلى البلدة، التي خدعها النظام وتلاعب بها تجار الحروب الذين اشتهروا بعد ذاك الحصار بإدخال كميات مهربة من المواد الغذائية وبيعها بأسعار مرتفعة جدا مستغلين حاجة الأهالي للقمة العيش، ما يجعل مهمة شرائها على المدنيين أمر أشبه بالمستحيل بسبب قلة الأموال بين أيديهم، وتفشي البطالة وقلة العمل وخاصة بعد تدمر معظم المحال التجارية جراء القصف، وفقدان أدنى مقومات الحرف اليدوية.

وأفاد  عضو مركز حمص الإعلامي “نضال أبو خالد”  لـ “كلنا شركاء”: أن جيش النظام يسعى من خلال هذا الحصار للضغط على ثوار البلدة لفتح الطريق الرئيسي لها بحجة تأمينه من الجهتين، وهو طريق استراتيجي يلف مدينة حمص من الشمال، ويصل إلى مصاف حمص.

وأردف “أبو خالد” أن كتائب الجيش الحر يقطعون الطريق من الخاصرة، ولا يجرء عناصر جيش النظام من إدخال الإمداد من خلاله، ويعد هذا الطريق ذو أهمية كبيرة بالنسبة للنظام يسعى من خلاله لتأمين خط الإمداد.

وهذا الأمر مرفوض بشكل كامل من قبل كتائب الثوار، لأن جيش النظام يختصر الكثير من المسافات لشبيحته ومواليه ممن يريدون الوصول لحمص المدينة، أو العبور لمدينة حماة وصولاً إلى شمال سورية.

وأضاف المصدر: المعارك التي بدأت منذ سنوات توقفت بعد خروج المقاتلين من حمص القديمة، وتم عقد هدنة بعد اجتماع وفد النظام مع ممثلين البلدة كونه لم يعد هناك معارك لفك الحصار عن المدينة، ناهيك عن الحالة الإنسانية التي باتت صعبة للغاية خصوصاً بعد توقف المعارك لأن الأهالي عادوا لمنازلهم مما لقوه من مرارة اللجوء خارجها.

وصرح “طارق أبو عيدو” أحد أهالي البلدة لـ “كلنا شركاء”: أن فرع المخابرات الجوية يمنع دخول المساعدات الإغاثية لداخل البلدة، والهلال الأحمر قدم مساعدات لمرة واحدة فقط عند عودة المدنيين للبلدة منذ أشهر، ويعد هذا الحرمان كورقة ضغط لتسليم طريق التحويلة من قبل الثوار والرضوخ لشروط النظام.

يعيش في البلدة نحو 3000 عائلة، وتتكون من قرى أهمها “هبوب الريح، والخالدية، والحلموز، والدوير الشمالي” وأقرب نقطة تبعد عن الطريق التحويلة 20 متر فقط، وهذه القرية هي نقطة ضعف النظام لأن الثوار مرابطون داخلها.

ويطلب النظام من كتائب الجيش الحر في كل كلام عن الهدنة الانسحاب منها، وقرية “الغاصبية” التي هي القرية الأقرب للكلية الحربية، وتبعد البلدة عن حمص المدينة نحو 7 كيلو مترات فالأهالي يعانون من الحصار، وخصوصاً مادة الخبز التي تدخل البلدة بـ 1300 ربطة لا تكفي نصفها وارتفاع سعرها وموادها اللازمة.

author
مركز حمص الإعلامي - Homs Media Center
عبارة عن مجموعة من الشباب الناشطين والإعلاميين المتواجدين على أراضي محافظة حمص. هدفنا؛ العمل لصالح بلدنا سورية عامة وحمص الحبيبة خاصةً. سيكون عملنا إحترافي وحيادي.