الجهل يهدد مئات الأطفال في حمص

المدارس في ظل الحرب 

محمد الحمصي : مركز حمص

تبدء فصة ياسر الطفل ذو الأعوام التسعة بعد نزوحه مع عائلته من حي الخالدية المحتل بعد العمليات العسكرية التي شهدتها الأحياء المحاصرة  وقد فقد " ياسر " والده في قصف الحي قبل خروجهم بأيام, يعمل ياسر بائعا للحلويات التي تصنعها والدته, التي تعيش معه الآن برفقة أخته الصغيرة " سمر " ذات الأعوام الـ5 في الوعر, وعند سؤال ياسر عن سنه الصغير في العمل أجاب, بأنه لا معيل بعد الله لأمه وأخته سواه بعد موت والده و سفر أقربائه خارج سورية وقد حوصروا في الوعر مرغمين ولم تعد أمه تملك ما يكفي من المال لسد حاجاتهم, وأضاف نعتمد في طعامنا على الجمعيات الإغاثة التي تقدم مساعدات غذائية كل شهر ولكن نحن بحاجة للمال من أجل اللباس والدواء وغيره,

وفي إجابة عن سؤالنا حول دراسته قال : لقد كنت الأول في فصولي الدراسة وكان أبي يطمح بأن ادرس الهندسة مستقبلا فيما كانت الدموع تختبئ في عينه حين يصف حزنه لمشاهدة من هم في عمره يسارعون كل صباح إلى المدرسة وصراخهم في باحات اللهو المدرسية

كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة عمالة الأطفال وانقطاعهم عن الدراسة بسبب سوء الأحوال المعيشية التي تشهدها مدينة حمص وخصوصا المناطق المشتعلة مما يهدد بخطر الجهل عند معظم الأطفال الذين معيلهم ولجئوا للعمل عوضا عن الدراسة لتأمين لقمة العيش

يعيش في الوعر خصوصا أكثر من نحو 17 ألف طفل بحسب إحصاءات جديدة لا يتمكن بعضهم من الدراسة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة رغم افتتاح عدة معاهد فرعية لمحاولة تقديم العلم لأكبر قدر ممكن من الأطفال وخصوصا أن المساعدات الأخيرة التي قدمت للوعر تحمل بعض المساعدات المتواضعة كالحقائب والدفاتر وما إلى منالك من مساعدات دراسية