الإعاقة الدائمة خطـر يهدد مئات الجرحى في الوعر بحمص

محمد الحمصي: كلنا شركاء

يشهد حي الوعر الحمصي آخر قلاع كتائب الجيش الحر في حمص المدينة كارثة طبية على المدى القريب، بسبب تزايد أعداد الجرحى نتيجة الأعمال العسكرية التي يقوم بها جيش النظام، مدعوم بميليشيات طائفية من القرى الشيعية المحيطة بالحي، والتي تسيطر على الجهة الغربية للحي.

أكثر من ألفي مصاب معرضون لخطر الإعاقة الدائمة رغم توسط درجة اصابتهم، ولكن افتقار الحي للخدمات الطبية، وقلة الكوادر المختصة، يجعل من هذه الإصابات تتطور لتصل إلى الإعاقة الدائمة لدى الجرحى، في ظل منع حواجز النظام خروجهم إلى مشافي خارج الحي لتلقي العلاج.

يقول أحد الممرضين المشرفين “عمر أبو بكر” على زيارة الجرحى في منازلهم وتفقد جروحهم: هناك مئات الحالات التي يمكن معالجتها في المشافي، باتت اليوم تتحول لإعاقات دائمة، بسبب انعدام الأجهزة الطبية، والافتقار للأطباء، والوسائل اللازمة لمعالجة هؤلاء الجرحى.

وأردف في حديثه: يوجد أكثر من خمسة وعشرين حالة شلل في الأطراف، بسبب القذائف، أو رصاصات القناصة، التي تستهدف المدنيين بالدرجة الأولى، وكان آخرها الطفل “حسن” ذو الأعوام الثمانية، حيث استهدفه قناص من القرى الشيعية المطلة على الحي أثناء عودته من المدرسة، واخترقت الرصاصة صدر حسن لتثقب رئتيه، وتقطع النخاع الشوكي انقطاع تام مما أدى لحدوث شلل بالأطراف السفلية عند الطفل.

ويؤكد مدير أحد المشافي الميدانية في الحي “وائل أبو خالد” مثل هذه الحالات تستدعي الخروج العاجل من الحي إلى مشفى تتوفر فيه إمكانيات علاجية، وظروف مواتية لمتابعة حالاتهم، وقال لدينا مثلاً الشاب “سامر” يشرف طاقم المشفى على زيارته، وتفقد جروحه، وهو مصاب منذ سنتين جراء شظية اخترقت خاصرته محدثة أذية في النخاع الشوكي؛ مما تسبب في شلل أطرافه السفلية تاركة “سامر” طريح الفراش مما تسبب في أعراض جديدة مثل أصابته بقرحة الفراش.

وهي تصيب المريض نتيجة الاستلقاء لفترات طويلة مما يتسبب بتفتح الجسم في أماكن معينة مثل أسفل الظهر والكعبين والأكتاف من الخلف.

ويعيش في حي الوعر أكثر من 350 ألف نسمة، وقد نزح أكثر من نصفهم جراء العمليات العسكرية الهمجية التي يشنها جيش النظام على الحي، مما أدى لجرح الآلاف وإعاقة الكثيرين أكثر من 75%  منهم من المدنيين، والباقي من عناصر الجيش الحر والكتائب المقاتلة المرابطين على الجبهات.