عبر تاريخنا الطويل كان للمرأة دور بارز في النضال والكفاح ضد الظلم
والقهر والطغيان. ولم يقتصر هذا الدور على جانب معين، بل شمل مختلف جوانب الحياة
وخصوصاً عند الملمات والأزمات. كما لم يقتصر كفاح المرأة ضد الاستبداد على زمن معين،
فحوادث التاريخ ملئ بالخنساوات اللواتي ضربن أروع الأمثلة في التضحية والصمود.
فقد شاركت المرأة السورية منذ بداية الحراك الثوري وقدمت العديد من
الشهيدات والمعتقلات وكان لها دور بارز بالحراك السلمي، فكان لها دور كبير بالمظاهرات
السلمية في أوج التضييق الأمني وانتشار الشبيحة، وساهمت أيضاً في كتابة اللافتات
ومساعدة الجرحى وإيواء المتظاهرين وتعريض حياتها للخطر، والمرأة السورية لم تقص
بعد بداية الحراك المسلح لأن واقع المرأة وبنية تركيبة جسدها لا يسمح لها بأن تكون
بجلادة الرجل وقسوته وتحمل أعباء المعارك ومع ذلك بعضهن حملن السلاح إلى جانب
الرجل، كذلك المرأة شاركت بالعمل الاغاثي ومداواة الجرحى والأمور الإدارية
والمدنية.
كما تلعب المرأة السورية دور فعال في نقل الأحداث عبر مواقع التواصل
الاجتماعي ووسائل الاعلام، فهناك العديد من الناشطات اللاتي خاطرن بحياتهن لنقل ما
يجري على الأرض من جرائم وحشية بشعة يندى لها جبين البشرية، ونذكر من تلك الناشطات
على سبيل المثال سمارة القوتلي مراسلة الجزيرة في ريف دمشق وشيماء البوطي في دمشق،
وبنان الحسن في الساحل، وغيرهن الكثير ممن لعبن دورا في نقل الكلمة الصادقة علّها
تُسْمع مَنْ به صَمَمُ.
ونستخلص
من ذلك أنّ المرأة السورية شاركت جنباً إلى جنب مع الرجل في صنع وحماية هذه الثورة
المباركة. حيث كانت خير مثال على التضحية والصمود في وجه النظام الأسدي الغاشم.
كيف لا والشيء من معدنه لا يُستغرب، فلقد كانت المرأة السورية عبر تاريخها شعلة
مضيئة في وجه ظلام الديكتاتورية والاستبداد، فهي المنارة التي ستنير لأولادنا طريق
الحرية والكرامة، طريق المجد والخلود.