مقالات جديدة

Previous
Next

متحف تاريخي يأكل ثلث عين العرب “كوباني”

متحف تاريخي يأكل ثلث عين العرب “كوباني”
أحمد زكريا
يجري في الآونة الأخيرة جدل كبير على ساحة عين العرب “كوباني”، حول تحويل مساحة كبيرة جدا من المدينة إلى متحف، أعلنت “الإدارة الذاتية” في المدينة، وعبر وسائل إعلام تابعة لها، عن مجريات تصويت شكلي، غاب عنه المعنيون بالقرار واصحاب الاراضي والبيوت، وبحسب مقررات المجلس التشريعي، فإن منطقة المتحف ‬ تشمل ما مساحته 80 هكتاراً من الأرض، وتضم الآلاف من المنازل والأبنية.
الصحفي والاعلامي مصطفى العبدي أوضح لتمدن، عن وجود موجة استياء عام، تسود بين أهالي كوباني، بعد قرار اصدرته “الإدارة الذاتية”، التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” في المدينة، وقررت من خلاله، تحويل أكثر من ثلث المدينة إلى متحف.
من جانب آخر، فقد أصدر المجلس الوطني الكردي، بيانا يرفض مشروع القرار، ويعتبر انه تصرف لا مسؤول، مطالبا الادارة بالتراجع عن القرار، الذي يسيء الى مقاومة كوباني، والتضحيات التي قدمها الشهداء، كما أن عدة منظمات مدنية، ومجلس العشائر في تلك المدينة، أصدروا بيانا حول القرار، الذي رفضوه ووصفوه باللا مسؤول.
وعن الموضوع تحدث الإعلامي الكردي مصطفى عبدي لتمدن قائلاً: “إن التحالف الدولي الذي اجتمع ليدمر منازلنا واحيائنا وقرانا، ملزم ايضا اليوم بإعادة اعمارها، فالتحالف قد حول كوباني الى أنقاض ليحررها، وليس ليحولها الى متحف. والوفاء لمقاومة كوباني والشهداء هو بإعادة بناء منازلهم، ليعود اهلهم واخوتهم وامهاتهم ليسكنوها، وليعلقوا عليها صور ابنائهم الشهداء، لا لتصبح متحفا لالتقاط الصور”.
وقال بعض النشطاء هناك “أنه وبعد بحث هذه المسألة، بكل جوانبها وأبعادها ونتائجها الحالية والمستقبلية، والآثار المترتبة عليها، فإن فكرة المتحف، يمكن أن تكون مقبولة في حدود معقولة وضيقة قدر الإمكان، وإن أنسب مقترح في هذا المجال، هو إنشاء متحف كبير ورسمي، في مساحة مفتوحة على أطراف المدينة، يحتوي على بناء كبير على شكل صالة مغلقة (بانوراما) تحفظ فيها كل تذكارات الحرب، وإذا كان ولابد من تخصيص جزء أو قسم صغير من المدينة، فإنه يجب في هذه الحالة الاقتصار على منطقة المربع الأمني فقط، باستثناء مجمع المدارس فيها”.
وحول طبيعة المجتمع في كوباني، أوضح الصحفي رامان كنجو لتمدن بأن “المجتمع في كوباني منقسم وموزع على الأحزاب الكردية، والبالغ عدده حوالي 20 حزباً سياسيا وعسكرياً، ونسبة قليلة جداً فضل ان يبقى في جهة الحياد”.
وتابع كنجو أنه “وللتقليل من زحمة الأحزاب الكردية، تم تأسيس مجلسين، مجلس غربي كوردستان، والذي يضم حوالي 5 أحزاب سياسياً، والمجلس الوطني الكردي ويضم حوالي 10 احزاب كردية، وكلاهما تأسسا في منتصف عام 2012″.
الأسباب وراء القرار
وبحسب رامان، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي، والأحزاب المتحالفة معه، يحاولون إلهاء الشعب بفكرة المتحف لعدة أسباب:
اولاً: مجلس غربي كوردستان فقد الكثير من الشعبية لأسباب عدم قدرته على حماية المواطنين من للتنظيم.
ثانياً: خسارة أكثر من 480 قرية تابعة لكوباني خلال 48 ساعة، والانسحاب مباشرة وتسليم تلك القرى لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
ثالثاً: قبل تدخل التحالف وقوات البيشمركة، احتلت داعش 90 بالمئة من المدينة، وبحجة من حزب الاتحاد الديمقراطي بأنه لا يملك الأسلحة، وذلك لتغطية خسائره، بإلهاء المجتمع حول فكرة المتحف وجمع المال، تحت شعار إعادة إعمار كوباني، أو تعويض الأهالي المتضررين، مع العلم أن الحزب كان يسيطر على النفط والواردات، بالإضافة الى فرض الضرائب على المواطنين، ويعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي من أغنى الأحزاب الكردية اقتصاديا.
إعادة الاعمار أولوية
وبعد اصدار قرار بإنشاء المتحف، يتم عقد مؤتمر في مدينة ديار بكر التركية، لطلب الدعم من الدول، لتعويض الاهالي الذين تقع أملاكهم ضمن مخطط المتحف”. وأضاف كنجو بأنه الأولى من تحويل المدينة لمتحف هو “إعادة إعمارها”.
وأشار كنجو أنه “وبالرغم من أن الحزب صرح بأنهم سيدفعون أضعاف الاضعاف، لمالكي البيوت ضمن المخطط، إلا المواطن الكردي لا يحبذ أن يرى منزله مدمراً في المتحف مدى الحياة، فالكثير من المواطنين عانوا سنين طويلة من الاعمال الشاقة، فقط لبناء منزل يحتمون فيه، ومن ناحية ثانية: عدم ثقة الاهالي بسياسة الحزب، إذ أن البعض منهم يعبرون عن آرائهم، بأن الحزب يحاول استغلال اوضاعهم، والسيطرة على املاكهم، دون تقديم شيء لهم، والبعض الآخر يجد في ذلك أنه سياسة تفريق المجتمع، وتهجيره عن مدينته، مقابل القليل من المال”.
رئيس المجلس المحلي في كوباني سابقاً عثمان ملو قال لتمدن أيضا “إن تضحيات الشعب في كوباني، يجب أن تثمن وتقدر، وإن الشعب هو صاحب القرار بأرضه، وجميع أبناء المدينة عبروا بكل وضوح عن رفضهم لهذه المسرحية، ومنها المجلس الوطني الكردي، وجميع منظمات المجتمع المدني، ومجلس العشائر، وجميع الأطر الاجتماعية، من خلال بيانات صريحة وواضحة، ولا يحق لأحد أن ينصب نفسه ومن نفسه، ولياً عن هذا الشعب ويتخذ القرارات عنه”.
author
مركز حمص الإعلامي - Homs Media Center
عبارة عن مجموعة من الشباب الناشطين والإعلاميين المتواجدين على أراضي محافظة حمص. هدفنا؛ العمل لصالح بلدنا سورية عامة وحمص الحبيبة خاصةً. سيكون عملنا إحترافي وحيادي.