مقالات جديدة

Previous
Next

مليشيات الأسد "انحراف فطري للقتل وسلوك اجتماعي للدم"


طرح اجتماعي لمجتمع أحياء ومدن حمص الموالية للأسد كنموذج

صورة توضيحية

محمد أبو مصعب: مركز حمص 

حمص أو عاصمة الثورة، مدينة الابتسامة والدماثة، وجهة الحرية أولا ومدينة القلب السوري موقعا وقلبا، مازالت تأن أوجاعا ترزح بها بين الحصار والنار، هي طبيعة خاصة وتركيبة مميزة لأحيائها ومدنها، يفصل بينها ما يمكن تسميته "مستعمرات طائفية" لا تحوي إلا ميليشيات منفلتة بالإجرام والتي لم تكن لتمتزج يوما بأهل حمص الأصليين والسواد الأعظم للمدينة التاريخية.
بالابتعاد عن الطائفية التي قام عليها نظام الأسد أساسا، وعن المعاناة التي لا يعرفها إلا أهل حمص بشكل مميز والتي هي السمة الأساسية في حمص والتي سعى لها نظام الأسد مما يقارب نصف قرن بزرع طائفي يفصل المجتمع ويفككه خوفا من أي تكتل يهدد وجوده الذي قام على "فرق تسد"، يطرأ بالتفكير عبارات تسأل كيف تربى القاتل والشاب الذي ينخرط في ميلشيات الدفاع الوطني أو جيش النظام أو بفروعه الأمنية على هذا الكم من الحقد الذي لا يؤثر به الدم ولا تخدش نفسه صور التقطيع البشري؟! كيف ينام من عاش كامل يومه على تعذيب شبان سوريين أخرين من المفترض أن يكونوا أخوة له في الوطن وأبناء مدينته وزملائه في الجامعة مثلا؟! كيف يكملون حياتهم بتعذيب وقصف وقتل ودم وتشريد ولا تؤذي نفوسهم القطع الحمراء ومخيلة التعذيب التي أضحت نمط حياة؟!
بدخول يلامس نموذج التربية والتنشئة النفسية التي نشأ عليها جيل كامل في الأحياء والمدن "المؤيدة للأسد" في مدينة حمص "النزهة، وادي الدهب، الزهراء .............. وغيرها من المدن في حمص" والتي تصدر الشبيحة لكافة أرجاء الوطن السوري قد يتلاشى الاستغراب وتذهب إشارات الاستفهام، ومن معرفة ودراية تامة قريبة ممن كنا نعدهم زملاء لنا في أيام دراستنا الجامعية بجامعة حمص " البعث" تحولوا لشبيحة ندرك قصة هذه "المخلوقات".
فكما يتغير تشكيل الجسم بمحددات الغذاء ومقداره فإن الشخصية وتشكيلها تحدده العوامل الاجتماعية والنفسية في البيئة المحيطة، وفي مجتمع المدن و الأحياء "العلوية النصيرية" الذي لا يضبطه أي مبادئ أو أي شكل من أشكال الخلق أو الدين أو الأخلاق الكريمة جعلت الشبان واليافعين وحتى الأطفال يبدؤون حياتهم من نقطة انحراف أصبحت سلوكا ونمطا اجراميا واسعا، فالقسوة والعنف لم يولد به هؤلاء وإنما اكتسبوه من المحيط لدرجة يمكننا القول أنه أصبح صبغة وراثية إجرامية تعززت في دماغهم, و زادته القبضة السلطوية على مرافق الدولة الأمنية والعسكرية والمدنية كافة في حمص كما رسم نظام البعث منذ تأسيسه.
أما بالنسبة لطرائق التفكير حتى الأسرية المنزلية والتي تعززت بهذه الفئة فهي القتل والدم الذي ترسخ بالعقل الباطن على أنه زيت يضيء حياتهم وبقاؤهم في حمص وسوريا واستلامهم للسلطة مرهون بهذا النمط المعيشي باعتبارهم أقلية لا وجود لها إلا بالقتل والدم، وحتى الأيديلوجية الطائفية المتطرفة والتي تقترب من المذهب الشيعي فهي مكتسبة حديثة نشأت في صحوة البعض في البحث عن هوية تحدد أي شكل لوجودهم بغض النظر عن كونها دينية أو غير ذلك, وبدأ الأهل أو أصحاب الفكر الطائفي المغرض إن أمكن تسميتهم نشرها فكريا في عقول النشأ, والدليل أنهم لا يعرفون عقيدتها أو أسسها مكتفين فقط بترديد عباراتها ورفع شعارتها بلا أدنى وعي فكري أو إرادي بل انعكاسي بحت.
أما بالنسبة لنتائج هذا النمط على صعيد المجتمع الذي كانت وليدته فهو التفكك الأسري التام والانحلال الأخلاقي الاجتماعي بكافة صوره وأشكاله, فالأسرة هي الميليشية الأولى التي خرج منها الابن القاتل, و سلوك الانحراف الشاذ يتمثل بكافة تفاصيل الحياة العائلية من خيانات زوجية وشذوذ جنسي وتعاطي المخدرات وانحرافات يرفضها حتى السلوك البشري العام و تنكرها كافة الشرائع و الأديان, فشرب الخمر وتعاطي المخدرات والجنوح للسرقة والقتل والدم هو الأساس الذي لا يخجل منه أحد بتلك الأحياء "البؤر" بل يعد نمطا وفخرا يحقق شهرة محببة ببعض المرات, خاصة عندما يعززه نمط جسماني وإجرامي مميز كالمبالغة في القتل والذبح في فروع الاستخبارات وأقبية الامن, و عدم الخوف المطلق المنافي للفطرة البشرية السلمية بالخروج لجبهات القتال والحرب المشتعلة وغيرها من صور لا يقبلها أي مجتمع ويرفضها أي دين ويحاربها أدنى سلوك إنساني سوي والتي لا شك أنها تنتج عن نفسيات مريضة فطريا تتعاطى الأدوية الذهنية والمسكرات بشكل دائم.
والدليل أن هذا الوصف ليس مبالغا به بوصف "شبيحة حمص" هو بمثال حصل مؤخرا في حي الوعر المحاصر في مدينة حمص بإطلاق صاروخ يستهدف حديقة للأطفال بثالث أيام عيد الأضحى، علما أنهم على دراية تامة بخلو الحديقة من كافة المظاهر المسلحة وعلى مرأى برج الموت الذي يكشف حمص المدينة كاملة "برج الغاردينيا"، وعلى مرأى ومسمع مشفى البر الذي هو على بعد أمتار من حديقة الأطفال وهو ثكنة عسكرية لجيش النظام في الحي.
ومثال أخر هو مستعمرة برج مشفى الوطني المتاخم للحي والذي يكشف كافة زواياه وشوارعه والذي يستهدف الأمهات والأطفال والمدنيين قتلا وقنصا لتتحول ضواحي الوعر للخوف وأزقته للذعر الذي غير نمط الحياة كاملا.
هل هذا هو الإرهاب أم المسلحين الإرهابين؟!
وبين مجزرة كرم الزيتون ذبحا بالسكاكين ومرورا بمجزرة الحولة التي اهتزت لها الإنسانية جمعاء إلى مجزرة الوعر بالصواريخ هناك المئات من المجازر التي سجلها التاريخ وشهد عليها كل حجر بمدينة حمص التاريخية.
شراهة للقتل ومتعة بالذبح واتجاهات عامة تفضح ميولا شاذا للقتل لا شيء سواه في ذاكرة الحقد الدفين المنحرفة في عقول هذه المخلوقات الجانحة قتلا وفتكا في أرواح أهل حمص والسوريين كافة ...........

author
مركز حمص الإعلامي - Homs Media Center
عبارة عن مجموعة من الشباب الناشطين والإعلاميين المتواجدين على أراضي محافظة حمص. هدفنا؛ العمل لصالح بلدنا سورية عامة وحمص الحبيبة خاصةً. سيكون عملنا إحترافي وحيادي.