وفي حمص يرى فادي الأصفر -أحد الشبان المطلوبين للاحتياط- أن الخروج إلى العمل صباحا أصبح أصعب من تهريب السلاح على أحد الحواجز على حد وصفه. ويضيف للجزيرة نت، أنه مضطر يوميا لرسم خريطة مسبقة للطريق الذي يسلكه مشياً على الأقدام، ليتجنب المرور على أحد الحواجز وهو ما يعني اعتقاله من أجل سوقه للاحتياط.
ويتابع فادي -الذي يعمل موظفا في إحدى الدوائر الحكومية أثناء حديثه للجزيرة نت- أن وجوده على رأس عمله بات مقلقا، لأن الكثير من الموظفين تم اقتيادهم من وظيفتهم مباشرة دون حتى إعطائهم مهلة لترتيب أمورهم.
مواطنون بحي الرمل باللاذقية يطالعون قوائم الأسماء المطلوبة للاحتياط (الجزيرة)
الهروب أو الاعتقال
ويؤكد علي -موظف في مديرية التجنيد- أن القرار كان يقضي بسحب الاحتياط لمن انتهى من خدمة العلم حسب اختصاصهم، فكانت الأولوية لسائقي الدبابات ورماة المدفعية إلا أن ذلك بات من الماضي، حسب قوله.

ويضيف أنه مطلع أكتوبر/تشرين الأول، وصل لمديرية التجنيد ملحق للتعميم السابق يقضي باستدعاء الشباب من مواليد (1985 حتى 1991) للاحتياط بمن فيهم الموظفون وطلاب الدراسات العليا ممن لم يؤجلوا خدمة العلم.
وتابع أن مديرية التجنيد رفعت قائمة تحوي أكثر من ستين ألف اسم للشرطة العسكرية، كي يتم استدعاؤهم، إلا أن تلك الأسماء عُممت على الحواجز الأمنية داخل المدينة وعلى مداخلها لاعتقال كل شاب ورد اسمه في تلك القائمة.
أما في اللاذقية فقد أحصى نشطاء حقوقيون أسماء خمسة آلاف مطلوب لخدمة الاحتياط بناء على تسريبات من أحد أعضاء مجلس الشعب.
وتم سحب مائتي شاب في يوم واحد من حي الصليبة وحده حسب رواية أبو محمد، وهو والد لشابين في قوات المعارضة السورية بريف اللاذقية تم تبليغه لأجل التحاق ابنيه بالخدمة.
منطقة التجنيد والتعبئة في المنطقة الوسطى بحمص (الجزيرة)
طرق ملتوية
ويضيف أبو محمد في حديث للجزيرة نت أن الأمن السوري يلجأ إلى طرق ملتوية للإيقاع بالشباب في قبضته كي يسحبوهم إلى الثكنات العسكرية، ومنها الإعلان عن وظائف شاغرة، أو يقومون بالاتصال بالأهل بوجود شكوى على الشاب من أحد جيرانه أو إبلاغ مختار الحي.

وعن سحب العلويين إلى خدمة الاحتياط يؤكد رئيس تحرير جريدة "كلنا سوريون"، الكاتب بسام يوسف أنه "كان هناك سبعة آلاف شاب من الطائفة العلوية مطلوبين للجيش بمختلف أرجاء الساحل، لم يلتحق منهم إلا 766 شابا".
ويتابع أن العلويين يعلمون تماما أن مصيرهم في الجيش هو الموت على أمل رواتب تعطى لذويهم ولكنها تقطع مع الشهر الثاني ولا تستمر، وبينما يلتحق الفقراء بالخدمة تلتحق الطبقات الأغنى الأخرى بالدفاع الوطني الذي يتيح لهم البقاء في مناطقهم والاستفادة من "عمليات التعفيش" (سرقة أثاث المنازل) بعد أي اقتحام لمنطقة ما لحساب قياداتهم.
المصدر : الجزيرة