لفًّ اعتقال أحد المطلوبين للعدالة (حسن الأشتر) منذ أيام في الرستن شمال حمص لبساً كبيراً، أفسح المجال لبعض الوسائل الإعلامية لاستثماره لصالح اجنداتها، حيث صورت أن عملية تنفيذ قرار المحكمة بحق كتيبة ارتكبت تجاوزات عدة في ريف حمص الشمالي، على أنه سيطرة لــ "جبهة النصرة" على المنطقة، في حين أن الامر خلاف ذلك، وفق مصدر من مدينة الرستن.
وقال مصدر عسكري لــ "سراج برس": لفهم الوضع في الريف الشمالي يجب معرفة أن كتائب الثوار تسيطر على بلدات وقرى الريف الشمالي لحمص المحررة من تير معلة جنوبا إلى ما قبل حاجز قوات النظام في بسيرين شمالاً، مشيراً إلى ان جبهة "النصرة" مثلها كمثل أي فصيل يقاتل النظام لها مقرات إلى جانب مقرات الجيش الحر في المنطقة المحاطة من جميع الجهات بالجبهات التي لا يستطيع فصيل لوحده سد ثغورها، مؤكدا أن "النصرة" تمتثل لما تقرره المحكمة، والهيئة الشرعية المستقلة المكونة من علماء محليين لا يتبعون أي فصيل.
وأضاف المصدر أن عناصر جبهة النصرة جميعهم من أبناء حمص ، وانضم إليهم العشرات من شباب الريف الشمالي، منوها إلى أن (أحرار الشام)، و(لواء الإيمان) هي أكبر وأقوى الفصائل في المنطقة.
وعلق المصدر على اعتقال "حسن الأشتر" قائلاً: ينتمي "الاشتر" إلى إحدى العائلات الكبرى في مدينة الرستن، وهي من العائلات التي قدمت الكثير، حتى أن النظام قصف منزل حسن قبل عامين بالضبط، ما أدى لتدميره، مثله كمثل أي ثائر قاوم ظلم النظام، مستدركاً : " لكن هذا لا يبرر ما أقدم عليه من تجاوزات، فالثائر قام ضد الظلم فلا يمارسه على من يعمل على تحريرهم، واحجام الفصائل المحلية عن مهاجمة مقراته جاءت تجنبا للدخول في مواجهات عائلية، فاشتركت في العملية الاخيرة "جبهة النصرة" و"احرار الشام" وغيرها من الفصائل الثورية.
وأعاد نشطاء نشر صورة لــ "الأشتر" وهو يقوم بقطع أصابع ناشط إعلامي، وعلقوا عليها بالقول: "هي الصورة لقائد كتائب التشبيح والسرقة في الرستن المدعو "حسن اﻷشتر" وهوعم يقطع أصابع الإعلامي "أبو عبدو الرستن"، إلى جانب صورته بعد اعتقاله على يد فصائل الشمال الحمصي، مطالبين بالقصاص لناشط الرستن من الأشتر الذي قطع أصابعه بالفأس.
وكانت مصادر "جبهة النصرة" أعلنت مساء يوم السبت الماضي، أن قوة من عناصرها انطلقت لجلب "الأشتر" بناء على طلب من أهالي مدينة الرستن، وذلك بعد رفضه الامتثال لمذكرة الاستدعاء التي أصدرتها المحكمة المشتركة في المنطقة.
وداهمت القوة مقرات كتيبة "الأشتر" المشهورة بعمليات القتل، والنهب، والسلب، والاغتصاب، وفرض الإتاوات على الناس، وتمت السيطرة عليها بعد اشتباكات مع عناصر الأشتر الرافضين للمثول أمام المحكمة.
وأشارت "النصرة" انها اعتقلت عددا كبيرا من عناصر الاشتر، بينما فرّ بعضهم وخاصة القيادات، مؤكدة أن فصائل أحرار الشام، وفيلق حمص، وأهل السنة والجماعة، وعدة فصائل من ثوار الرستن ساعدوها في الهجوم على مقرات الأشتر.
يذكر أن "حسن الأشتر" تسلم قيادة لواء "خالد بن الوليد" وهو من أول الفصائل التي تأسست في مدينة الرستن، بعد استشهاد قائد اللواء "أبو منور"، والنقيب "إياد الديك" على يد قوات النظام، لتبدأ حوادث الخطف والسرقات والقتل، ومنها تصفية أشخاص على طريق سلمية بغرض الاستيلاء على السيارات.
المصدر: مجد العبيدي - سراج برس