يعتزم متحف "الهولوكوست" في واشنطن تسليط الضوء على حالات التعذيب وقتل المدنيين في سجون نظام الأسد، وذلك بعرضها على الكونغرس الأميركي، في جلسته المقبلة، بحسب ما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط".
وتقوم خطة المتحف على عرض صور جرائم نظام الأسد في ردهات وقاعات مبنى الكابيتول هيل ومبنى رايبيرن هاوس الإداري، التي نشرت قبل سنة تقريبا عندما قام شخص يطلق على نفسه اسم "قيصر" بتسريبها بعد أن أجبره النظام السوري ضمن فريق مصوري الشرطة العسكرية على توثيق "آلة الموت" التي تستخدمها قواته ضد المدنيين، قبل تمكنه من الهرب خارج سوريا وعرض تلك الأدلة على العالم.
وتجري مبادرة المتحف بالتنسيق مع قيادات من الحزبين الأميركيين الديمقراطي والجمهوري، ضمن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.
وسبق أن عرضت صور كثيرة في المتحف، كجزء من المعرض الخاص، والتي نالت حظها من العرض أيضا في مبنى الأمم المتحدة، كما سبق أن أدلى "قيصر" بشهادته أمام الكونغرس الأميركي وقام بزيارة المتحف الصيف الماضي.
وبحسب ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط"، فإن وزارة الخارجية الأميركية وصفت "آلة الموت" الخاصة بالأسد بأنها "أسوأ حالات القتل الجماعي المنظم والمؤسس المرتكبة من قبل حكومة ضد شعبها منذ الفترة النازية".
ويرى متحف "الهولوكوست" أن تلك الجهود تتسق تماما مع مهمة المتحف الداعية إلى "منع الإبادة الجماعية، وتعزيز الكرامة الإنسانية".
وعلى الرغم من مرور أكثر من عام على تسريبات "قيصر" وشهادته في واشنطن، فإن إدارة الرئيس باراك أوباما لم تحرز سوى تقدم طفيف حيال الضغط على نظام الأسد، بخصوص ما أكده مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخارجية من أدلة على قتل النظام لما لا يقل عن 11 ألف مدني كانوا قيد الاحتجاز، من بينهم الكثير من الرعايا الأوروبيين.
ونقلت "الشرق الأوسط" عن يقول إد رويس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب قوله إن "الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد دمرت حياة ملايين السوريين، ولقد خرج الكثيرون منهم إلى الشوارع قبل أربعة أعوام للمطالبة بالتغييرات السياسية السلمية".
ورأى أن "الرئيس الأميركي يقر بمعاناة الشعب السوري، لكنه ليس على استعداد لاتخاذ إجراءات ذات مغزى، مثل فرض منطقة للحظر الجوي ضد براميل الأسد المتفجرة".
من جهته، قال معاذ مصطفى المدير التنفيذي لقوة الطوارئ السورية والاتحاد من أجل سوريا الحرة: إننا نقدم تلك الصور إلى نواب الشعب الأميركي أملا في أن تتحول حالة الغضب تلك إلى إجراءات فعلية. لقد فعلت إدارة الرئيس أوباما القليل للتعامل مع تلك المذابح الجارية في سجون الأسد، لكن ثقتنا تكمن في الشعب الأميركي ونوابه".
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" يجري في مجلس الشيوخ الأميركي تحرك ثنائي بين الحزبين الرئيسيين للرد على وحشية نظام الأسد، بقيادة النائب الديمقراطي البارز بين كاردين من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بمساعدة النائب ماركو روبيو، ومن شأن ذلك أن يعزز تمرير قانون المحاسبة على جرائم الحرب السورية للعام 2015، الذي صادقت عليه اللجنة المذكورة الشهر الماضي.
وسوف يطالب القانون الرئيس الأميركي أوباما بالرجوع مباشرة إلى الكونغرس حيال المحاسبة على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا، ويدعو الرئيس إلى زيادة جهود الولايات المتحدة لاتخاذ ما يلزم إزاء الانتهاكات الجسيمة في حقوق الإنسان التي يقترفها نظام الأسد هناك، ومن بينها استخدام البراميل المتفجرة والأسلحة الكيمياوية مثل سلاح الكلور الحربي على نطاق واسع.
يذكر أنه من المقرر الكشف عن صور تعذيب السوريين في 15 من يوليو الجاري، خلال احتفالية صباحية في قاعة رايبيرن، وهي قاعة كبيرة بين مجلس النواب ومكاتب رئيس الكونغرس الأميركي جون بوينر.