خروج المقاتلون من أحياء حمص المحاصرة في الشهر الخامس من العام الجاري- أرشيف
عندما خرج المقاتلون من أحياء حمص المحاصرة مكرهين في الشهر الخامس من العام الجاري، كان الأمل لا يزال يلازمهم للعودة إلى بلد الوليد، واستعادة السيطرة على الأحياء التي دخلتها قوات النظام، بعدما حولت حمص إلى أكوام من الركام.
وشكل هؤلاء المقاتلون كابوساً لنظام الأسد، ولم يستطع على مدار نحو 3 سنوات من كسر صمودهم الأسطوري، على الرغم من الجوع ونقص الذخيرة واضطرارهم إلى أكل ورق الشجر، وخسرت قوات المعارضة في حمص حينا نحو 4 آلاف مقاتل دفاعاً عن المدينة، لتنتهي المعارك بعد مفاوضات استمرت لأشهر، وأفضت إلى خروج 2114 مقاتلاً بسلاحهم الخفيف.
ومن بين هؤلاء المقاتلين انتقل 800 منهم إلى الشمال السوري، بعضهم خرج بقصد العلاج، ومنهم تطوع في معسكرات تدريبية على أمل العودة إلى حمص، وآخرين خرجوا لرؤية عائلاتهم بعد غياب ثلاث سنوات، ليبقى حوالي 1400 مقاتل في الريف الشمالي لحمص، فضلوا البقاء في مدينتهم، حسبما قال الناشط "أبو عمر الحمصي" لـ"السورية نت".
لكن واقعاً مؤلماً عايشه المقاتلون في الريف الشمالي، حيث قطع عنهم الدعم بشكل شبه كامل، ما اضطر كثيرون منهم إلى إيجاد أي فرصة عمل ليستطيعوا تأمين لقمة عيش لهم ولعائلاتهم المتواجدة سواءً في الريف الشمالي أو في حي الوعر، وبحسب الحمصي فإن بعض المقاتلين أجبرتهم الظروف على ترك السلاح وبيع الخضراوات والمحروقات كمادة المازوت.
وكان القائد الميداني "أبو هلال الدروش" أطلق منذ حوالي شهر مبادرة "أعيدونا للحصار" بسبب الخذلان الذي تعرض له المقاتلون، وتحدث الدروش ممثلاً عن 1400 مقاتل من حمص، موجهاً كلامه للحكومة السورية المؤقتة وقيادة الأركان لتأمين رواتب لهم للعيش بكرامة، ولكن بحسب "الدروش" لم يلق ندائه أذاناً صاغية أثناء محاولته جلب الدعم خلال زيارته لتركيا، ما جعله يطلق مبادرته وبحسب قناعته فإن المقاتلين في الحصار "كانوا يعيشون ويدافعون عن كرامتهم وكرامة كل سوري حر ولكن وجد أن الجميع غير مهتم بهم بعد خروجهم ، حتى أن الجميع قد حاربهم في لقمة عيشهم وان الاستعباد ليس فقط من النظام بل من بعص الناس في خارج الحصار وذلك حسب انتماءاتهم، وقال إنهم لن يبرحوا أو يغادروا أماكنهم إلا إلى حمص أو شهداء في سبيل ذلك"، حسب قوله.
المصدر: السورية نت
للاطلاع على التقرير من المصدر