يعرب الدالي
وعن فكرة المركز والداعمين وكيفية التعامل مع الأطفال التقيينا بالآنسة مها أيوب مشرفة المشروع خلال الحفل الأخير الذي أقامه مركز التأهيل وأفادت أن المشروع من تمويل وحدة تنسيق الدعم باشراف مجلس محافظة حمص وتنفيذ مكتب رعاية الطفل والأمومة في الرستن، وقالت الفكرة انطلقت من مشاهداتهم اليومية لواقع الأطفال وخاصة منهم من أصيب بأمراض نفسية منها العزلة والخوف وتذكر صور الموت والأشلاء وأن تكون هي حديثه الدائم في صورة تعكس واقعهم النفسي السيئ وضرورة إخراجهم من هذه الأجواء ونقلهم إلى عالم أخر، وعن كيفية إخراج الأطفال من هذه الحالة النفسية أوضحت أنه من خلال إقامة نشاطات وفعالية لهم تكون في جو من الفرح والسعادة بعيدا عن الواقع المحيط بنا وإقامة حفلات إنشادية وغنائية خاصة بالأطفال منتقاة بدقة تخدم غايتنا، يتخلل هذه الحفلات توزيع للحلويات والمشروبات والأطعمة، ومسابقات علمية ودينية لرفع روح التنافس عندهم ورح التحدي والمشاركة مع الفريق وتوزيع هداية ومكافئات لدمجهم بباقي أقرانهم وأصدقائهم في جو يتخلله المزاح والفرح ودائما البسمة لا تفارق وجوههم لساعات طويلة ربما تكفي لتنسيهم ما يحصل خارج جدران المبنى الذي نقيم فيه النشاطات كما أننا قمنا بنشاطات خارجية زرنا من خلالها المعاقين الأطفال والكبار في ريف الرستن.
وعن الفئة المستهدفة قالت "أيوب" أن "المشروع مخصص للأطفال الذي تضرروا من الحرب بشكل مباشر وتعرضوا إلى إعاقات حركية أو حسية، لكن المشروع تطور وصار يشمل عموم أطفال الرستن وعددهم 19 ألف طفل، استهدف المشروع حتى الآن منهم ألفي طفل بالإضافة للكبار أيضاً الذين شاركوا في الحفل وكانوا عوناً في معرفة المشاكل التي يمر فيها كل طفل ومساعدته على تخطيها".
أما الصعوبات التي واجهت المشروع فتلخصها أيوب بـ"صعوبة تأمين المواد اللازمة للحفلات وغلاء أسعارها والأهم من ذلك هو الخوف على الأطفال من أن يتعرض المكان للقصف بأي لحظة، ولكننا كنا نتخطى خوفنا كي لا ننقله للأطفال ونحاول قدر الإمكان استغلال أوقات معينة يكون فيها القصف قليلاً أو متوقفاً كما أننا اخترنا نقطة بعيدة عن المدينة وهذا كلفنا أعباء أكبر".
وأكدت أيوب أن "المشروع مستمر ولم ينتهي والفترة الزمنية سوف تستمر لثلاث أو أربع شهور أخرى، وحتى الآن حققنا غايتنا من المشروع وهو مساعدة الأطفال وإعادة دمجهم بأقرانهم ليكونوا ركيزة أساسية في بناء سورية المستقبل".
هذا وقد التقينا العديد من الأطفال في الحفل الذي أقامه مركز التأهيل وتحدثوا عن السعادة التي يشعرون بها وأنهم لعبوا العديد من الألعاب مع كادر المركز، كا شاركوا بالعديد من الرسومات عبروا من خلالها عما يدور في داخلهم من خلال رسوماتهم وكانت رسومهم في البداية في مجملها تعبر عن فقدانهم لمنازلهم ومدارسهم أو أفراد عائلتهم وكانت تلك الرسوم لا تخلو من الدبابات والطائرات التي ترمي حممها على الناس. ولكن هذه الرسوم تحولت بعد المشاركة في الحفل وبتأثير جو الفرح والسعادة إلى حدائق وأشجار ومنهم من رسم نجوماً وعصافير.