بقلم: محمد أبو مصعب
حسب ما أوردته صحيفة الشرق
الأوسط عن مصادرها نتائج أولية لمباحثات فيينا الرباعية حول الشأن السوري مقتضاها
رضى مبدئي عن خطة روسية تتلخص بنقاط أولها مرحلة انتقالية تندمج فيها الميليشيات
والجيش الحر مع جيش النظام السوري وعديد من النقاط الأخرى، والتي أهمها رحيل بشار
الأسد دون الإجماع على موعد رحيله، الأمر الذي بقي بين مد وجزر في بازار السياسة
الدولية اللاإنسانية ودون التوصل لإعلان يترجم واقعا على الأرض قد يوقف شلال سفك الدماء
السوري.
إلا أن تطور الأحداث على
الأرض يبقى بعيدا عن اهتمامات هؤلاء سواء تدهور الأوضاع الإنسانية أم عشرات
المجازر أم تبدل توازنات القوى في مدن وبلدات سورية، فتدخل روسيا المباشر في الحرب
السورية وعدم جدواه في تمكين النظام من تغيير كان متأملا ومتوقعا على الأرض جعل
التفكير بالانتقال لسوق النخاسة الدولي أول التحركات وخاصة بعد وصول تقارير
استخباراتية تؤكد عدم تحقيق أي خطوة تذكر حتى في دعم حليفها الأسد وميليشياته على
الأرض.
ويرى مراقبون أن مباحثات
فيينا ستفضي لتحول ما، حتى وإن لم يكن يلبي تطلعات الشعب السوري، وذلك ليس تحركا
لبقايا الضمير الدولي، وإنما حفظا لما تبقى من ماء وجههم بعد فشلهم الذريع في
انقاذ الأسد وبث الروح في شريان حياة نظام يحتضر.
وحسب مراسلين لمركز حمص
الإعلامي من رؤيتهم القريبة للأوضاع وملامستهم المباشرة مع أول أهداف التحليق الروسي
وأكثرها تركيزا في مدن ريف المحافظة الشمالي، يرون أن هذه المقاربات جاءت بعد صدمة
نظام الأسد والروس في التقدم ولو أمتار قليلة وبعد أن تكسر حلمهم في إكمال السيطرة
عل حمص والتي يعتبرون أنفسهم الأكثر نفوذا نسبيا في حدودها، مما جعلهم يدفعون دفة
التحرك السياسي الأخرى للحفاظ على أرواحهم التي تزهق على الجبهات فداء للأسد والذي
يعتقد أنه في قصور موسكو يشاطر الدب الروسي رفاهية السياسة وكواليسها.
وفي رد لأحد الناشطين
للمركز عن الوضع الحالي في حمص خاصة وسوريا عامة أجاب أن تطبيل و تزمير إعلام الأسد
الحربي عن انتصارات وهمية هي أكاذيب لا تنطلي إلا على ذوي الشبيحة و أهلهم الذي
يحملون قدرا كافيا من الغباء المترافق بالشر المنحرف الذي يجعلهم يقدمون أبنائهم
قرابين للأسد, و لا ينتظر الشباب السوري الحر كرما إعلاميا دوليا فيسقطون طائرة
للنظام في ريف حمص ويدمرون ألياته في حماه ويسحقون رتلا في مكان أخر, وكأن لسان
حالهم يقول إلى أن يجمع العالم على رحيل الأسد سنكون قد حررنا أرضنا و إلا سنهلك
عن بكرة أبينا.