مقالات جديدة

Previous
Next

سوء الظن


بقلم: محمد أبو مصعب
في نصف قرن من الزمن ومجتمع ترعرع في ظروف إنسانية ومعاشية خاصة تحت وطأة حكم البعث، وفي ظلم وجور حاق بأدق جوانب حياة السوريين، كان لابد من تأثيرات ستطفو على أنماط المعاملات المجتمعية والحياتية.
ورغم مجتمع سوري متحفظ ومتمسك بأخلاق وتقاليد موروثة إلا أن العديد من الأمراض الاجتماعية التي كانت بحدها الأدنى وفاقمتها الحرب، ومن أهمها اجتماعيا "سوء الظن"، هذا المرض الذي يهدد أوثق العرى في المجتمع حتى الأخوة والأهل وأقرب الأصدقاء، خاصة وبأفعال انعكاسية ليست إرادية تكون أشد قسوة وأقرب للسلبية تجاوزت الشك السوي للاتهام المفرط.
وبالمرور السريع على أسبابه نجد أنها الحرب وما فرضته من تبعات ألقت بظلالها على ثنايا أدق روابط الدوائر الاجتماعية، من تشتت ونزوح وحصارات، ومجموعات عسكرية وفصائل، بالإضافة لتنظيمات خيرية وإدارية وما يتعلق بكل ما ذكر من تمويل وتشكيل، وتمرير أراء وفرض غيرها من حيثيات رغب بها الغرب والمجتمع الدولي وتنفذ عن طريق الدعم المادي وغيره وللأسف كانت نفوس ازدادت قسوة من الحرب بيئة خصبة.
وسوء الظن بات كعدوى تهدد حتى من ينبه الأخرين منها، فلا مناعة قد تقي أحد في مجتمع يعاني الحرب والقصف والحصار وكافة الابتلاءات والتي نزلت دفعة واحدة قد تكون من نتائج الحرب طويلة الأمد.
وبمجاورة الحديث عن نتائج هذا النمط الاجتماعي الخطير يضيق الحصر، إلا أنها وباختصار أكبر عامل هدام ومفكك في أكثر وقت يحتاج به السوريون للاندماج والتوحد بأصعب سنوات حياتهم وأشدها حرجا.
كن إيجابيا وقل عسى لسبب لا أعلمه أو بسبب سوء فهم، لا تجعل خواطرك تميل للأيسر، وإن لم تستطع فاسأل بكلمات مهذبة التي لها الوقع الأكبر في القلب، وتذكر دائما "إن بعد الظن أثم".


author
مركز حمص الإعلامي - Homs Media Center
عبارة عن مجموعة من الشباب الناشطين والإعلاميين المتواجدين على أراضي محافظة حمص. هدفنا؛ العمل لصالح بلدنا سورية عامة وحمص الحبيبة خاصةً. سيكون عملنا إحترافي وحيادي.