مقالات جديدة

Previous
Next

تحقيق ميداني عن بعض الحالات الإنسانية في حي الوعر المحاصر


حي الوعر في مدينة حمص والرمق الأخير
"صور من انتهاك صارخ لحقوق الإنسان"

المادة 23 من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12آب/أغسطس 1949:
"على كل طرف من الأطراف المتعاقدة أن يكفل حرية مرور الأدوية والمهمات الطبية إلى المدنيين، حتى لو كان خصماً. وعليه كذلك الترخيص بحرية مرور الأغذية الضرورية، والملابس، والمقويات المخصصة للأطفال دون الخامسة عشرة من العمر، والنساء الحوامل"

في حصار العام الثالث الذي أضنى البشر والحجر في حي الوعر، أخر أحياء المدينة بيد المعارضة تتحاصر الإنسانية تنتهك كافة حقوق الإنسان على مرأى العالم، ومن قرابة الشهرين وفي إحكام عشرات الحواجز والثكنات العسكرية إطباق طوقها على الحي تتجه الأوضاع الإنسانية التي استنفذت كامل طاقتها إلى لفظ أنفاسها الأخيرة وشهقات الاستغاثة، وفيما يندرج تحت انتهاكات صارخة يوجه الأهالي تذكيرا للمنظمات ذات الصلة لاتخاذ أي خطوة تنقذ الأطفال والنساء والمدنيين والذين هم يعتبرون أصلا واجب هؤلاء ومحط اهتمامهم.
وهناك العديد من الصور التي تختصر وصف المعاناة في الحي:
·      مشاهد كثيرة في الحي من العمل الشاق والجهود المضنية في استخراج جذور الأشجار التي قطعت في السنوات السابقة، علها تحمل بعض قطع الأخشاب التي تعتبر أملا مدفونا بالدفأ للأطفال والأمهات بظل شح ونفاذ ومنع أي أمر يعتلق بمتطلبات الحياة بشكلها الأدنى.
"أبو عبدو, 30, عاما, متزوج ولديه طفل نزح من حي الخالدية من أربع أعوام وهو عاطل عن العمل مع أن مهنته الأساسية قبل الثورة الحدادة, وقد رفض أبو عبدو أن نقوم بتصويره وهو يقوم باستخراج جذر شجرة قرب بيته ويبذل جهدا كبير جعله يتصبب عرقا, وعند سؤاله عن السبب أوضح لنا أنه يضطر لاستخدام الحطب لطهي الطعام فساعات الكهرباء لا تكفي لتدبير أمور الحياة, بالإضافة لذلك أوضح لنا أن زوجته لا تستطيع الاقتراب من أي جهاز كهربائي بسبب مرضها المزمن بشحنات كهربائية يوقعها أرضا ويجعلها ترتعش, وبمرات كثيرة أصيبت بشكل يهدد حياتها وهي بحاجة لعلاج ودواء غير متوفر بالوعر, وأوضح لنا أن زوجته قد اجهضت حملها لثلاث مرات بسبب هذا المرض, ويحمد هو وزجته الله على أن رزقهم بطفل"

·       أما الأمهات الحوامل والمرضعات فهم يعانون من سوء تغذية مرضي وبحاجة لتدخل إسعافي اختصاصي عاجل وبمعظمهم لا يقومون بعملية الإرضاع الطبيعي بسبب نقص الغذاء، أما الأطفال دون الرابعة والرضع حديثي الولادة وفي ظل حرمانهم من الحفاضات والمكملات الغذائية والحليب، وتم الاستعاضة بالأرز المطحون الذي لا يحقق أي تغذية سليمة، مما يهدد نموهم وحياتهم مستقبلا ويهدد حياتهم بتسجيلات عديدة وصلت لحد العوز بسبب نقص التغذية الحاد.
"قمر، عام ونصف، ابنة علاء 33 عاما وزوجته 18 عاما، لديها سوء تغذية أثر على نموها ونطقها وخطواتها الأولى، أوضع لنا علاء أن ابنته منذ ولدت لديها نقص بالتغذية والسبب صغر سن والدتها وسوء تغذيتها أثناء الحمل وقبله وضعف البنية المرضي الذي أصيبت به بسبب الفقر العام والحصار وعدم توافر المكملات الغذائية والدواء، وعدم توافر الحليب بحصار الوعر أجبرهم أن يجعلوا طعام طفلتهم الأساسي الأرز المطحون وبعض السكر أثناء تواجده"
"زوجة ربيع, 22عام، تزوجت من شهور، تعاني الأن من فقر دم حاد كان سببا في تساقط شعرها وألم في مفاصلها وضعف نظرها وهي الأن رغم تأمينها لبعض الإبر العاجلة من فيتامينات وغير ذلك إلا أنها مازالت تعاني من حالة صحية تتطلب تدخلا طبيا عاجلا بشكل اختصاصي، السبب بحالة زوجة ربيع هو سوء تغذيتها من سنوات قبل زواجها، وبعد الزواج والحمل الذي خسرته مرتين بسبب سوء التغذية وعدم توافر الدواء والمكملات الغذائية اللازمة للحوامل زادت حالتها حرجا"
·      وتعتبر حالات الإعاقة والشلل التي تعتبر مرتفعة جدا نسبيا فهي تسجل الرقم القياسي من حيث سوء الغذاء، ويعد انعدام المعالجة والمتطلبات الخاصة لهؤلاء حرجا وتحديا للأهالي ومعاناة لهم ولذويهم.
"أم فارس، أم لثلاث معاقين دماغيا وحركيا منذ ولادتهم، أعمارهم فوق الثلاثين، جميعا يعانون سوء التغذية الحاد نقص كافة المتطلبات كالحفاضات والمناديل المعقمة والكراسي المتحركة بالإضافة للعلاج والدواء والكثير من الأمور الأساسية، وهم مسجلون بكافة الجمعيات الإغاثية والخيرية والطبية، إلا أن الحصار ومنع الإدخال للحي أوقف كافة المساعدات التي كانت ترمم حياة الأم وأبنائها المعاقين، وهي تناشد كافة من يستطيع المساعدة مد يد العون لها ولأبنائها"

وهناك الكثير من الحالات المماثلة والانتهاكات الصارخة في الوعر التي يضيق ذكرها، وفي تصعيد عسكري غير مسبوق على حمص وريفها، تتوجه الأوضاع الإنسانية التي يسعى نظام الأسد لاستنزافها وخاصة في فشله بالاستنزاف العسكري للثورة وانحسار رقعته، ليبقى أهالي حمص في انتظار لفتة إنسانية من المنظمات التي يبدو أنها تتناسى أهالي حمص وسوريا أو لا تعتبرهم جزءا من الإنسانية التي تعمل مدافعة عن حقوها في كافة أنحاء العالم.
author
مركز حمص الإعلامي - Homs Media Center
عبارة عن مجموعة من الشباب الناشطين والإعلاميين المتواجدين على أراضي محافظة حمص. هدفنا؛ العمل لصالح بلدنا سورية عامة وحمص الحبيبة خاصةً. سيكون عملنا إحترافي وحيادي.