يعرب الدالي
تدور أحداث قصتنا في مدينة الرستن خلال الثورة، أبو احمد ذلك الرجل الخمسيني والذي يعيش في منزله هو وزوجته واولاده وأحفاده خاصة بعد تعرض منازل ابناءه للقصف ولجوئهم إلى أبيهم.
ابو احمد وابناءه جميعهم كانوا موظفين ولهم رواتب لكن وبعد ان توفي ابنه الأصغر وظهروا في فيديوهات يحملون مسؤولية وفاة ابنهم لجيش الأسد الظالم وانهالوا عليه سبا وشتما وخوفا من ان تعتقلهم قوات النظام بحجة ان ابنهم ارهابي قرروا ترك وظائفهم والإلتزام بمدينة الرستن المحررة متعلقين بأمل أن الثورة قريبا ستنتصر وعندها يعودون لأعمالهم.ولكن الثورة طالت و طال معها امد الحصار والقصف وساءت أوضاع الناس المعيشية ومنهم ابو احمد، فلم يعد يقوى على تحمل اعباء العائلة ما دفعه إلى اللجوء إلى الجمعيات وطلب العون منهم، بعد مشاورات بين افراد العائلة استمرت أيام حتى ذهب ابو احمد بخطوات بطيئة مترددا متعففا من جهة وأن هناك محتاجين اكثر منه من جهة اخرى، حتى انه وخلال ثلاث أيام كان يصل إلى باب الجمعية ومن ثم يعود ويتراجع وبقي على هذا الحال حتى ألتقى بأحد اصدقاءه هناك وشجعه بالدخول وان هذا من حقهم وان الجميع مستفيد ولاضرر من ذلك. فتشجع ابو احمد ودخل وبدأ يحدث موظف الجمعية بطريقة فهم من خلالها انه متردد وخائف من ان يهان
فتعاطف معه الموظف وسجل اسم ابو احمد على أن يزوروا منزله خلال اسبوع ليحددوا حجم الإحتياجات
وبعد اسبوع من الزيارة أخبروه أن يأتي في منتصف شهر ليأخد سلة غذائية.
خلال هذه الفترة كانت أم احمد تزرع بعض البقدونس والنعناع في حديقة منزلهم وتجمعها وتبيعها في محل قريب منهم مما يؤمن لها مبلغ جيد يساعدهم بالإضافة إلى مايجمعه احمد الإبن الأكبر من خلال بيع لترات من البانزين أمام المنزل ويجمع أيضا بعض المال.
الغاية من قصتنا ولو اني اطلت عليكم لكنها جزئيات هامة من واقعنا وتساعد في تخيل الموقف لتصل لكم الخلاصة عندما حصل ابو احمد وبعد عناء طويل على السلة الغذائية وقيمتها حوالي الألفي ليرة سوريا عاد بها إلى المنزل وجلس هو وعائلته يقارنون بين السلة وماجمعوه من مال وقرروا ان يعتمدوا على انفسهم فأكمل ابو احمد تكسير جدار غرفة لديه كان تضررت من القصف وحولها إلى محل خضراوات صغير يعيش منه هو وعائلته حياة مقبولة لايحتاجون فيها احد.
من جهة ابو احمد تعلم درسه لكن من جهة الجمعيات والمنظمات ألم يأتي وقت الإنتقال لتشجيع ناس على الأعتماد على انفسهم من خلال تأمين فرص عمل ودعم مشاريع انمائية وايضا فتح ابواب رزق جميل.
المصدر: مركز حمص الإعلامي - Homs Media Center